رياض الزهراء العدد 155 واحة البراءة
رِحْلَةٌ مَدْرَسِيَّةٌ
ذهبت طالبات المدرسة في رحلة مدرسية إلى حديقة الحيوانات، وكانت من بين الطالبات فتاة تُدعى نجلاء، تحبّ الحيوانات كثيراً، وعند وصولها إلى حديقة الحيوانات، ذهبت نجلاء مباشرة إلى قفص الأسد، قالت لها المعلّمة: لا تبتعدي يا نجلاء، واحترسي من الأسد، قالت نجلاء مبتسمة: حاضر يا أستاذة، لن أبتعد بل سأذهبُ إلى رفيقي الأسد فهو لا يؤذيني، ابتسمت المعلّمة وظنّت أنّ نجلاء تقول كلاماً عابراً، توجّهت نجلاء من دون خوف على عكس صديقاتها إلى قفص الأسد تناديه: مرحباً صديقي ليث، كيف حالك؟ لقد اشتقتُ إليك، هل أنتَ بصحّة جيّدة؟ هل تأكلُ الطعام الذي تحبّه؟ هل تنامُ جيّداً؟ كانت تسأل ودموعها الصغيرة تجري على خدّيها، تعجّب الجميع من فعل نجلاء وكلامها ظنّاً منهم أنّ نجلاء تتخيّل صداقتها لهذا الأسد، وأخذوا يسخرون منها بشكلٍ غير لائق، كانت معلّمة العلوم تنظر إلى ما تفعله نجلاء وما تقوم به الطالبات من سخرية بحقّ صديقتهم، فالتفتت المعلّمة إلى طالباتها قائلة لهم: إنّ سخريتكم من نجلاء خطأ منكم يا بناتي. قالت سهى: وهل ما تفعله نجلاء صحيح؟ قالت المعلّمة: الكلّ يعلم صلة القربى بيني وبين نجلاء؟ قال الجميع: نعم، نعلم ذلك. قالت المعلّمة: سأخبركم بشيءٍ قد لا تعلمونه، والد نجلاء كان يحبّ تربية الحيوانات وكذلك نجلاء، فاشترى قبل سنة تقريباً شبلاً صغيراً، اتّفقنا أنا ووالدة نجلاء بأن يتربّى الشبل الصغير في حديقة الحيوانات؛ لأنّ مكان الشبل في المحميّة أو حديقة الحيوانات، وأخذت والدة نجلاء بالنصيحة وطلبت من والدها نقل الشبل الصغير إلى حديقة الحيوانات هذه، لكن في أثناء هذه المدّة القصيرة التي قضاها الشبل الصغير في مزرعة والد نجلاء تعلّقت به كثيراً، وكبر حجمه وأسمتهُ ليثاً، وكان والدها بين الفينة والأخرى يأتي بها إلى هذه الحديقة لكي ترى ليثاً، وبسبب انشغال أبيها هذه الأيام، لم تره؛ لذلك كانت مشتاقةً له كثيراً، هل علمتم الآن لماذا تُكلّم نجلاء الأسد بهذه الطريقة؟ المعلّمة: السؤال هو: لماذا نحن هنا اليوم؟ قال الجميع: لنتعلّم ونمرح أيضاً. قالت المعلّمة: وماذا تعلّمتم؟ قالت سُهى: تعلّمت أن لا أحكم على أحدٍ قبل أن أعرف الحقيقة، وأن لا أسخر من مشاعر الآخرين. قالت المعلّمة: إذاً يا أولادي إنّ ما قالته سُهى كلامٌ جميل، يجب علينا أن لا نحكم على الآخرين من دون معرفة السبب، وأن لا نسخر من الآخرين مهما كان السبب.