الصدّيقَةُ الطّاهرَةُ مِرآةُ الحياةِ وحَياةُ المَرأة

العلوية رفاه مهدي علي/ماجستير علم نفس تربوي
عدد المشاهدات : 189

ربّة البيت: لعلّ أغلب النساء اليوم يرين أن في بقائهن في المنزل أو أدائهن لأعمال البيت أو أن يجعلنَ من أسرتهنّ الأولوية قبال بقية أدوارهنّ كالوظيفة مثلاً أمراً يحطّ مِن قدرهنّ، ويقلّل من شأنهنّ, في حين نرى أن سيدة نساء العالمين (صلوات الله تعالى عليها) كانت خير من تقوم بهذا الأمر، وهي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوجة أمير المؤمنين (صلوات الله تعالى عليه), فبشهادة زوجها (عليه السلام) أنه قال لرجل من بني سعد: "ألا أحدثك عني وعن فاطمة إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وأنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يدها، وكسحت البيت حتى غبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد...".(1) وكانت بَضعة الرسول (صلوات الله تعالى عليها) تقوم في منزلها بالأعمال الآتية: 1. تهيئة الطعام: كانت صلوات الله تعالى عليها تقوم بتهيئة الطعام لزوجها وأبنائها, فكانت تطحن الشعير أو الحنطة ثم تقوم بعجنه وخبزه. 2. تنظيف البيت: من الأعمال التي تولت زهراء الرسول (صلوات الله تعالى عليها) القيام بها في داخل البيت تنظيفه من القمامة وغيرها, وقد أثّر ذلك في ثيابها؛ لأن البيت لم يكن مفروشاً بغير التراب. 3. غزل ملابس أبنائها وزوجها: كانت سلام الله عليها تغزل ملابس أبنائها وزوجها بيديها الطاهرتين, وكان للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قميص من غزلها يتقي به في الحروب. 4. صرّحت بعض المصادر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قضى على ابنته فاطمة (عليها السلام) بخدمة البيت, وقضى لعلي (عليه السلام) بما كان خارجاً من البيت من الخدمة. حتى حينما أصبح لديها المعينة فضة (رضي الله عنها) فقد قسمت الأعمال يوماً عليها (صلوات الله تعالى عليها) ويوماً على فضة (رضي الله عنها)؛ لذا أخواتي العزيزات علينا الاقتداء برمز النساء (صلوات الله تعالى عليها) وأن لا نبالي للأصوات الشاذة التي تنادي بتحرر المرأة تارة أو بخروجها على حساب الأسرة تارة أخرى, فإن كان ولابدّ من الخروج من دارها فلا يكون على حساب الكيان الذي تبنيه. ............................. (1) علل الشرائع، ج2، ص102.