قِطْعَةُ سُكَّرٍ
أتلعبُ معي؟ لا يكاد يخلو بيت فيه طفل من صدح تلك الكلمات وأنغامها، وهي تنساب بإلحاح من أفواههم حاملة أريج البراءة عنوانًا للطفولة، ويكفي أن تنظر إلى عينيه وتستشعر الفرحة والسعادة، لتتحوّل إلى قطعة سكّر تلك الاستجابة منك إليه، ولكن بعضهم قد يغفل عن تلك العينين ولا يلحظ ذاك الانكسار فيهما، وهو يصرخ في وجهه للابتعاد عنه بعذر عدم الوقت، الذي اتخذناه شمّاعة نعلّق عليها أعذارنا غير المبرّرة. أتُرى نكون أكثر رقةً وطيبةً من نبي الرحمة وهو يستقبل سبطيه تحت الكساء اليماني؟ أم نستلهم من المدرسة المحمدية دروس التربية وبناء الصحة النفسية السليمة وإن كنا نشعر بالتعب والمرض؟ صحيح أنه قياس مع الفارق، ولكنّها رسالة حبّ واحتواء ومنهج تربوي يعلّمنا فنون التعامل مع الطفل، الذي بدوره يعلّمنا كيفية التعامل مع ذواتنا المنهكة اللاهثة وراء الدنيا وحطامها. لا يشك أحد في حاجة الطفل إلى اللعب، ولكن ماذا لو كنّا نحن المحتاجون إلى اللعب؟ أيعقل ذلك؟!! قد يعترض بعضنا بأنّه "ما للعب خلقنا" وهو الحقّ، ولكن حاجة النفس إلى الراحة، ومزج العلم باللعب، تحتّم علينا ضرب عصفورين بحجر واحد، فنزيل به ثقل الهموم والأحزان بطريقة مباحة، ونخفّف الجهد والإعياء بأخذ قسط من الراحة باللعب مع أطفالنا، واتّخاذها فرصة للتواصل المثمر معهم، نعيش معهم عالمهم لتهيئتهم لعالمنا، وتحميلهم بعض المسؤوليات، ومشاركتهم في الأنشطة الإبداعية، لشحذ الهِمَم. بذلك نطوّر مهاراتنا الاجتماعية، ونتعلّم لغة الجسد الفعّالة؛ لنكسب ثقة أطفالنا، ونتبادل معهم الحبّ والعطاء بشكل يرغبون فيه، عبر طرح الأفكار والمعلومات وتحفيز الذاكرة بلعبة التذكّر وتنشيطها بالألغاز أو المحفوظات مثلًا، ولا سيّما ونحن في شهر الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)؛ إذ تتزاحم الدنيا مع الآخرة، بين الحقوق والواجبات، واغتنام فرص المستحبّات في موسم الرحمات الإلهية، ويُعدّ من إيجابيات لعب الوالدين مع الأبناء توثيق عرى التواصل عن طريق التفاعل والاستماع إليه ومحاولة فهمه وإفهامه واستكشاف صفات الخالق وما يطلب من المخلوق ليكون عبدًا مؤمناً.