رياض الزهراء العدد 155 أروقة جامعية
غُرْبَةٌ .... ثُمَّ عَوْدَةٌ
تخبط في مياه راكدة أستيقظُ كلّ صباح وأراقبُ غرابة اليوم أقضي ساعات من هجر الواقع على قارعة الواقع الافتراضي، لا أدقّق في الشيء، فلا شيء يقترب منّي، ويتراقص على الكلِّ في البيوت، والمحلات والجامعات حتى عند الأعمدةِ في الشوارعِ يدغدغ الأهواء ويدلّل كالسكّر العقول، وتَبرُقُ حينها الأماني كما برقت.. لهاجر. عن بُعدِ الواقعِ رائعةٌ هذه الظاهرة.. على مفاتيحِ اللوحِ الإلكتروني لكلّ كبسة نوايا عميقة.. لقصة متناثرة، في كلّ كبسة كلمة مسافرة من أفواه المتكئين على كاهلها، بصوت الصمت، وببصمات الدماء على همس (اللايكات والسمايلات). في هذه الزاويةِ أهوى المكوثَ بعيداً وُلد وطنٌ... تهوي إليه كلّ أرواح المهجر، تعشقه.. تدور بطاقته على سواتر نقاء الأنفس،.. مهندسةً جمال البذل، شُعاع تليق به طقوس الرمز، عاصف وهادئ لا حدود له للإنسان، شاهر وجوده رغم قيود الشرّ. به.. طيف الآمال ينضج بروّيةٍ، بأعين البصيرة هكذا أمان أحلّق بعيداً عن النسناس، أبني مملكة قِيَمي. أيقظني فإنّي أنتظرُ وما أوجعَ انتظاري شعورٌ ما، يحولُ بيني وبين هيام روحي.. عالمٌ هائلٌ من الوهمِ.. الثرثرةِ في حيث لا أنتمي، مقيّدة. بدايةُ كلّ صباحٍ.. أتساءلُ.. هل صباحُ أملٍ هذا أم كالصباحاتِ اليائسة؟ متشائمة أنا لعلّي غير مُدركة، نعتنقُ الحياةَ ولسنا لها إذا ما سرنا بلا أقدامٍ هادِفة.. ، فعلى الأرضِ لا تُتقبل الأجنحة، وفي الموتِ طريقُ البدايةِ لنهايةِ الحكاية. شقيٌ عقلي يُكرِّرُ تقريعه لي، لا يملّ متعمدًا إزعاجي، يرشدني إلى هيام روحي تارةً وأخرى يناشدني، يلفُّ جفوني بجموح الليل، لا يملّ سرقة النومِ من عيوني. كلّ ما حولي مغبّرٌ وضبابيٌّ.. رماديّ يلتفّ حولي بجمر الذنوبِ الملتهبةِ.. كفاكِ عبثاً ولنعمل، جاءني نداؤه لي.. أجبته برأيكَ ما العمل؟ وأنا أُبحر حائرة بغفلة الوقتِ والأرواح الساهية في حلبة الغشِّ.. حتى انتفضت لهيام نفسي، إلى بحر التوبةِ أُفرِجُ عنها لظى نار الذنوب الحامية.