صَمْتِي الثَرْثَارُ..

خديجة عليّ عبد النبيّ
عدد المشاهدات : 160

هذه الحياة تتطلّب الكثير من فقدان الصبر..! من الانفجار بين الفينة والأخرى؛ لأنّ التراكمات ستفعل مفعول المادة الحارقة (الأسيد).. شيء من الفوران الداخلي الذي يجعلكِ تتآكلين ببطء.. لذا انفجري بأيّ شيء إيجابيّ، مارسي رياضةً ما.. اركضي ولو في فناء بيتكِ.. تحرّكي بأيّ طريقة حتى لو كانت غسل الصحون! صديقة طيّبة تركت المدرسة وانتقلت إلى أخرى، حينما كنتُ في الصفّ الخامس الابتدائي.. لا أزال أتذكّرها ولا أعرف عنها أيّ شيء.. أنا متأكّدة بأنّكِ أيضاً تذكرين إحداهنّ في مرحلة دراسيّة معيّنة.. أتساءل ما لذي يجعلنا نتذكّر أشخاصاً بعينهم دون غيرهم في مرحلة متقدّمة من العمر اختلف فيها كلّ شيء أفكارنا، ووعينا، حتى أشكالنا على الرغم من إيماننا بأنّ هذا الشخص لم يَعُد ذلك الذي تركناه بالقرب من آلة الزمن؟ هل هو شعور الألفة الروحية الذي تركها فينا.. أم إنّ أرواحنا تكون أبسط كلّما نظرنا إلى الخلف، وتتعقّد كلّما تقدّمنا بالعمر؛ فيصعب الركون والاطمئنان إلى الناس؟ لماذا أشعر بأنّ بعض النساء أصبحنَ كالجواري في وسائل التواصل الاجتماعي، لِمَ يستعرضنَ أنفسهنّ هكذا؟! لا علاقة للدين والتديّن في هذا الأمر، إنّه فعل إنساني أن يحافظ المرء على كرامته لا أن يريقها، وربّما الاختلاف والفارق النسبيّ يكمن في تعريف الكرامة بين امرأة وأخرى.. أنتِ محبوبة لدى الجميع لأنّكِ دبلوماسية.. كلّا.. أنا أذكّرهم بإنسانيتهم، فلا يملكون إلّا أن يستجيبوا لي! قد أختبرُ قدرتي على الكتابة في أوقات غريبة.. مثلما أفعلُ الآن، إنّني أكتبُ هذا المقال وأنا بانتظار دوري في العيادة. وإذا ما اجتثوا حُلمك من أرضه؛ فإنّه حتماً سيتحوّل إلى حلم آخر، هكذا تقولُ الأسطورة ثمّة مساءات لا مُبالية تُطلّ عليكِ فقط من بعيد.. كنوزي الثمينة صغيرة، تختزل عمرًا زمنيًا ونقدًا من المشاعر لا تصرفه البنوك ثروة درويش يحملُ إكسيرًا يراه الناس حجرًا.. لم أعد أشاطر أحداً منهم سعاداتي العابرة..؛ فهم لا يفرّقون بين الذباب والفراش! لستُ كبيرة على الحلم، ولا صغيرة كي أحلم! اقرؤوا لتتعلّموا؛ فتكبر عقولكم أمام كلّ معضلة.. لتتّسع صدوركم وتتواضعوا، لا لِتكونوا نِدًا لأحد..