رياض الزهراء العدد 154 نور الأحكام
الحَياءُ زِينَةٌ المَرأَةِ
ورد في الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ لكلّ دينٍ خُلُقاً، وإنّ خُلُق الإسلامِ الحياءُ".(1) وكذا قال إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام): "أحسنُ ملابِسِ الدُنيا الحياء".(2) لصفة الحياء أهميّة كبرى عند المرأة؛ فهي تصونها عن الابتذال وتجعلها أكثر رزانةً وانضباطاً، وأبعد عن مواقع الإثارة والفتنة، فعلى قدر الحياء تكون العفّة. ومتى ما أريد مدح رجل بالحياء قيل في حقّه: إنّه أحيا من فتاة، فلقد ورد عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: "كان النبيّ أشدّ حياءً من العذراء في خدرها".(3) وقد ورد في معاجم اللغة في تعريف الحياء أنّه: (انقباض النفس عن القبائح وتركها، أو هو: الترقّي عن المساوئ خوف الذمّ).(4) فالحياء هو الرادع الذاتي عن ارتكاب المعايب المنهي عنها شرعاً وعقلاً وعرفاً، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم بهيئة المصدر في قوله تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)/(القصص، الآية: 25). والحياء هنا في الآية يشير إلى قسم من أقسامه، وهو الحياء من الناس، ولكنّ العلماء يذكرون له أقساماً أخرى أهمّها: الحياء من الله، قال الإمام الكاظم(عليه السلام): "استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم".(5) وكذلك الحياء من الملائكة قال(صلى الله عليه وآله وسلم): "ليستحِ أحدكم من ملكيه اللذيْن معه، كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه، وهما معه بالليل والنهار".( 6) وأخيراً الحياء من النفس: قال الإمام عليّ(عليه السلام): "غاية الحياء أن يستحي المرء من نفسه".(7) .................... (1) كنز العمال: ج3، ص228. (2) ميزان الحكمة: ج2، ص366. (3) شرح صحيح البخاري: ج6، ص3. (4) مفردات الراغب الأصفهاني: ص140، ط6. (5) ميزان الحكمة: ج2، ص370. (6) ميزان الحكمة: ج2، ص371. (7) ميزان الحكمة: ج 2، ح4566.