رياض الزهراء العدد 81 همسات روحية
إحسَاسِي بالنّفاق
السؤال: كثيراً ما ألوم نفسي؛ لأن أعمالي الصالحة ليست لها صفة الديمومة، فكثيراً ما أعصي ربي فجأة حيث أشعر أني قد هدّمت كلّ ما بنيته خلال أسابيع في لحظة غفلة وشهوة.. حاولت كثيراً تقوية إرادتي بشتى الطرق فقد صمت ثلاثة أشهر متواصلة في المدة الماضية) لكني في النهاية قد أفطرت وعدت إلى سابق ما كنت عليه.. إني أصبحت أكره نفسي كثيراً؛ لأني أصبحت كالمنافق، ففي الخلوات أعصي ربي، وأمام الناس أبدو ذلك الإنسان العابد التقي، وهذا ما يضايقني كثيراً، فأين النجاة؟! الردّ: أبارك لكم هذه الهمة في مجاهدة النفس، وإن كان الأمر لا يحتاج إلى مثل هذا الإرهاق في الصيام.. إنك تحتاجين إلى عزيمة راسخة في ضبط النفس أمام الشهوات سواء في الخلوة أو الجلوة.. ومن موجبات ذلك تقوية البنية العقائدية المستلزمة لليقين الواضح لمعية الله (عز وجل) لكم أينما كنتم، وكذلك المراقبة الدقيقة لكلّ حركاتِك وسكناتِك من ناحية أخرى، فإن مَن تتقوى عنده هذه الحالة من الإحساس بالمعية والمراقبة كيف يمكنه التفريق بين الستر والعلن؟.. وإحساسك بالنفاق عند تغيّر السلوك الداخلي عن الخارجي إحساس مبارك، ولتكن هذه نقطة بداية لمحاكمة النفس، وحملها على أن ترى الوجود بلون واحد.. حاول أن تشدد المراقبة على نفسِك في ساعات الاسترخاء والميل إلى ارتكاب الحرام، فإن استسلامك في تلك الحالات لأمر الشيطان يسلب منك الثقة بنفسِك، وقد يؤول أمرك إلى انفلات زمام الأمور وقبول تسليمها إلى الشيطان الرجيم..