رياض الزهراء العدد 154 شمس خلف السحاب
نُورٌ خَلفَ الظَّلَامِ
كُلُّ يومٍ صباحٌ جديد، وكُلّ صبحٍ إشراقةٌ جديدةٌ عندما تُشِرقُ الشمسُ، ويَتَسلّلُ ذلك النور إلى كُلِّ أرجاءِ المكان و كأنّه يقولُ: أنا هنا، وقد انتهى الليلُ والظلامُ سلامٌ إلى كُلِّ شخصٍ متفائلٍ سلامٌ إلى كُلِّ شخص في قلبهِ يقين أنّ غدًا أفضل سلامٌ إلى كُلِّ من يَثِقُ بأنّ همّه زائل سلامٌ إلى كُلِّ من عاش أياماً خيّمتْ عليها العُتمةُ وليالٍ ظُلمتها تكاد أن تكون قاتلة سلامٌ إلى كُلِّ من لا يحولُ بينه وبين الله حائل سلامٌ إلى كُلِّ من عاش في بلدٍ كانت أكثر رائحةٍ فيه هي رائحةُ البارود والدمّ، و أكثر ما أستَنشقهُ هواء الظلمِ والجورِ سلامٌ إلى كُلِّ مَن عانى ألم الفراق و الصبر على ما ابتلاهُ الله سلامٌ إلى كُلِّ مَن يفتقد السلام سلامٌ من الله إلى كُلِّ مَن يحبّ السلام فَتَحتُ المصحفَ وبدأتُ أُرتِّلُ آياته؛ كانت تُنزلُ السكينة على قلبي كشخصٍ عطشان وارتوى بماءٍ باردٍ حتى شَبِع وأغلقتهُ وأنا على أملٍ أن تعودَ سعادتي في داخلي أملٌ، عسى أن تَتبدّل رائحةُ البارودِ بالوردِ في داخلي إحساس ويقين سوف يتوقّف النزيف في قلبي، وسوف تُشرق الشمس بعد ذلك الظلام الحالك الذي استمر لسنين طِوال فَتَحتُ النافذة وأنا أرى عجوزاً يمشي ويتكئ على عصاه أنظرُ له، ماذا فَعل بهِ الزمنُ؟ ذلك الوجه الذي رسم فيه القدر لوحة فنية مذهلة شعرتُ وكأنّ في كُلِّ خطٍّ قصّة ورواية عاشت وكبرت معه حتى أحدودب ظهره ارتعشت يداه وسقطت العصا منه كأنّه يحاول أن ينهض، ولكن كلّما نَهض تنزَلِق قدماه ويسقط مرة أخرى استمرّ هكذا حتى شَعَر أنّه تعب، بقي جالساً ينتظرُ الرحمة ممّن يأتي ليساعدهُ على النهوض، هذا هو العراق! وسيأتي مَن يساعده، ويتحقّق ذلك بظهور إمامنا، "الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)" الذي سيملأ الأرض عدلًا بعد أن مُلئت ظلمًا وجورًا. سيتبدّلُ الحال وينهض العراق من جديد بقوّته، ويتبدّل الظلام بالنور. يخطر ذلك على مُخيّلتي عندما أقرأ قوله تعالى: (فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)/(الشرح، الآية:5)، وبعدها الآية: (إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً)/(الشرح، الآية:5)، وكأنّ الله سبحانه يُبلّغنا ويؤكّد علينا أنّ كلّ همٍّ يأتي بعده فرج عاجل، وكلّ غمّ سينجلي بصبحٍ مُشرق. أشعرُ وكأنّ قلبي امتلأ بالنور والراحة واليقين من ظهور ذلك العدل القريب، وأنّ كلّ سحابةٍ سوداء بعدها مطرٌ غزير يسقط على أرضٍ ميتةٍ لتدُبَّ فيها الحياة من جديدٍ.