رياض الزهراء العدد 154 همسات روحية
كَيفَ أُربِّيهَا فِي مَرحَلةِ المُرَاهَقَة؟
السؤال: لي بنت قريبة من البلوغ، والمشكلة أنّي بدأت أحسُّ فيها بعلامات التمرّد والتحدّي، فلم أعدْ أرى ذلك الهدوء السابق والانصياع للأوامر، والأخطر من ذلك أنّني أرى أنّه يثقل عليها العمل بالواجبات الشرعية، من الصلاة، والحجاب، فبدأتْ تصرّح بأنّ الحجاب ثقيل على رأسها، بعد أن كانت حسنة الحجاب في صغرها.. وبعبارة واحدة: كيف أربّي فلذّة أكبادي في زحمة مغريات الحياة الحديثة؟!. مضمون الردّ: المراهق يرى ويستوعب الأمور بطريقة مختلفة جداً عن الطريقة التي ينظر بها الشخص البالغ، فعادةً تكون توجّهاتهم مختلفة، وسبب التمرّد هو إحساسهم بعدم وجود مَن يستوعبهم ويقدّرهم ويفهمهم، إضافةً إلى التغيّرات الجسمانية، والأحاسيس التي تصل إلى قفزة كبيرة بين الطفولة والبلوغ، فمن هذا المنطلق يجب التعامل مع المراهق، وفهم تفكيره، ومعرفة أبواب قلبه، للدخول إليه والتأثير فيه، ويجب معرفة ما يمرّ فيه وما يحسّ به، ولا يجب فقط إعطاء الأوامر والتوجيهات، فهو إنسان لديه مشاعر وليس آلة، فالتعامل مع العواطف والمشاعر وإن كان أصعب من التعامل مع العقل، ولكن أثره أكبر. وبالنسبة إلى التقصير من الناحية الشرعية، فهذا يعني أنّ هناك خللاً في التوجّه الديني، فالعبادات والمفروضات لا يجبر عليها الابن، بل تحبّب إلى قلبه، ويجب توضيح القيمة المادية والمعنوية للحجاب وغيره، ويجب تعزيز الشخصية الإسلامية في أنفسهم، وليس فقط تعليمهم ما يجب فعله أو ما لا يجب. ولهذا يجب اتباع مبدأ الحكمة و الموعظة الحسنة، و بناء الثقة في نفس المراهق عن طريق إشراكه في اتخاذ القرارات التي تخصّ العائلة، والحوار الهادف الذي يوطّد العلاقة الدينية والعلاقة الأسرية معاً، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تبادر الأم بالقول لابنتها: هل تعلمين أنّ من مميّزات المراهقة التي تكون في بيت علي(عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) أن تكون على دين وعفّة، وشتّان ما بين مَن يسكن في مثل ذلك البيت، ومَن يتّبع حضارة غربية أو فكراً غربيّاً..