لِقَولِكِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 268

قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)/(ق، الآية: 18) رقيب: تعني حفيظ يكتب أقواله. أمّا عتيد: فتعني مُهيّأً لذلك، حاضراً عنده لا يفارقه. هذه الآية الكريمة تبيّن الاهتمام الخاصّ بألفاظ الإنسان، وذلك لأهميّة القول، وأثره في حياة الناس. قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)/(الانفطار، الآية: 10،11،12) إنّ استشعار هذه الحقيقة الرهيبة التي لا مفرّ من وجودها يوقظ الإنسان فيكون على بيّنة من أمره ويحسب لها ألف حساب. يُقال: إنّ حكيماً سَأَل ابنه: ما هو أخبث ما في الإنسان؟ قال الولد: اللسان يا أبي. قال الأب: لماذا؟ قال الولد: لأنّه إن خبُث وفسد يؤدّي بصاحبه إلى الهلاك وإلى النار. قال الأب: وما هو أطيب ما في الإنسان؟ قال الولد: اللسان يا أبي. قال الأب: لماذا؟ قال الولد: لأنه إن طاب وحسُن قاد صاحبه إلى النجاة وإلى الجنّة. يا للأسف أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي موائد للفتنة وبثّ سموم الكراهية، فهل يُدرك المشتركون ذلك؟ وأنّهم يرتكبون ببعض منشوراتهم أخطاءً قد تصل إلى ارتكاب جرمٍ أو المشاركة في سفك دمّ؟؟ رُوي عن الإمام الصادق(عليه السلام): "لا يزال العبدُ المؤمن يكتبُ محسناً ما دام ساكتاً، فإذا تكلّم كُتب محسناً أو مسيئاً".(1) في هذه المرحلة الخطيرة التي تمرّ بها البلاد، من الأفضل أن نتوخّى الدقّة والحذر فيما نقوله ونكتبه، أو نشارك في نشره؛ فالعاقل المؤمن البصير في أمر دينه المحتاط لنفسه وجوارحه عليه أن يتثبّت فيما يقول وبخاصّة في نقل الكلام، وأن يتعاهد لسانه بالتقوى والتطهير، ولا يتكلّم إلّا إذا ظهرت مصلحة ولاحت للعيان فائدة، وهذا الأمر يحتاج إلى مجاهدة النفس كي نرتقي سلّم الكمال. ........................... (1) أصول الكافي: ج 2، ص75، ح21. ج1/ فليتبوّأ مقعده من النار. ج2/ المختال: إشارة إلى التخيّلات الذهنية للكِبر والعظمة. الفخور: تشير إلى أعمال التكبّر الخارجي. الأسئلة: س1/ أكملي الحديثين الآتيين، رُوي عن الإمام الباقر(عليه السلام): "سلاح اللئام....." و "إنّما شيعتنا....". س2/ هل كثرة الكلام في المباح أمر ممدوح أم لا، ولماذا؟