فُيوضٌ مَعْرِفِيَّةٌ تفتَحُ آفاقاً خَاصّةً بِعَمَلِ المَكْتَباتِ
التعاطي المهني وَفق مدركات موضوعية لحاجات واقع المجتمع التنموية في أيّ حراك ثقافي، يفتح آفاقاً أكثر مصداقية وفاعليّة لمفهوم الأنشطة الثقافية، وشكّل هذا الأمر حافز النهوض المسؤول عن طريق مشروع (فيوضات معرفية) الذي يحمل رسالة ضرورة إتاحة المعلومة الرصينة بصورة سهلة لجميع أفراد المجتمع عِبْر إنشاء المكتبات وتأهيلها وإغنائها بالمصادر العلميّة الصحيحة في كلّ زاوية من زوايا المجتمع المختلفة، كهدف حقيقي مهمّ لتنمية الواقع العلمي والثقافي فيه. شَغَفُ الانطلاقَةِ الأولَى انطلق هذا المشروع إثر توجيهٍ ورعايةٍ من سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسيّة المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) الذي يُعدُّ مصدر الإِمْداد لكلّ ما نشرع بالعمل عليه، والعون اللامحدود من رئاسة قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة، والتعاون المستمرّ بين شعبة المكتبة النسوية وبين بقية الشعب التابعة للعتبة العباسيّة المقدّسة، وغيرها من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. وعن شغف الشروع بخطوات الإنجاز، بيّنت لنا أزهار عبد الجبار/ مسؤولة وحدة المطالعة قائلةً: باشر ملاك شعبة المكتبة النسوية بهمّةٍ عالية مستَمِدّةً عزيمتَها من صاحب المقام الطاهر المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، بنشاطه في المشروع لإنشاء المكتبات وتهيئتها بتشكيل فريق عمل من ضمن وحدات المكتبة للتوجّه إلى المؤسسات التي يراد إنشاء مكتبة فيها أو تأهيل الموجود للوقوف على احتياجاتها، وإعداد خطّة يتسنّى على أثرها الشروع بخطوات إنجاز العمل فيها في ضمن إطار جدول زمني محدّد. ونُدخِلُكمْ مُدْخَلاً كَرِيماً في ضوء ما اختطته المكتبة لنفسها من دورٍ في بناء جسور تواصل ثقافية توعوية مع عدد من المؤسسات الدينية والمؤسسات الفكريّة والثقافيّة والتربويّة والأكاديمية، يسهم في النهوض بالواقع الفكري والثقافي للمرأة، كان لمشروع (وندخلكم مدخلاً كريماً) الذي أقامته شعبة المكتبة النسوية بالتعاون مع مركز ترميم المخطوطات ومتحف الكفيل ودعم وإسناد باقي الشُعَب والمراكز النسوية التابعة للعتبة العباسيّة المقدّسة، على أثر (وندخلكم مدخلاً كريماً) انبثق مشروع (الاستضافة) الذي يهدف إلى التعريف بأهمية المكتبة ومشاريعها الثقافية الطامحة إلى رفد المجتمع تنموياً عن طريق تأهيل عدّة مكتبات في عدد من المؤسسات، مشروع الاستضافة هذا فتح آفاق إنجازٍ عديدة أمام المكتبة النسوية؛ فقد استطاعت عن طريقه مدّ جسور العمل التعاوني المختلف مع الشُعَب والمراكز والنُخَب التي تمّ استضافتها في المكتبة، وقدّمت عدّة جهاتٍ طلباً للمكتبة النسويّة بتأهيل أو إنشاء مكتبات لها، وكلّ هذه المشاريع مهّدت لولادة مشروع (فيوضات معرفيّة). وَعدٌ.. فَوَفَاءٌ وَعَطَاءٌ مُستَمِرٌّ المزج بين الأكاديمية والخبرة الميدانية المكتسبة في إتقان ممارسة العمل المكتبي: بيّنت لنا المنتسبة ياسمين نوري/ من وحدة الإعارة، كيف استمرّت خطوات العمل تباعاً لإنجازه قائلةً: تبدأ خطوات العمل الفعلية بفرز المصادر حسب مواضيعها وتُعرف هذه العملية بـ(التصنيف الموضوعي)، وعمل بطاقة تعريفية للكتاب عن طريق أخذ المعلومات المادّية له من صفحة الواجهة وإدراجها في مسودات تمهيداً لتقييدها في سجلّ عامّ يسمّى (سجلّ الثبت)، ومن ثمّ ترقيمها وإلصاق ملصقات تعريفية مرقّمة (التي عملت على تصميمها وحدة الدعم والتلقّي)، وعنونة الأقفاص، وتوزيع الكتب فيها بنظام الترفيف التسلسلي الذي يُعطي جمالية في العرض، وهي ذات الطريقة المستخدمة في عرض كتب مكتبة العتبة العباسيّة المقدّسة. الإغناءُ.. والرَّفدُ لم تقتصر عمليات تهيئة المكتبات على عمليات التأهيل السابقة، حيث بيّنت المنتسبة في الوحدة الإلكترونية زهراء جواد/ من ملاكات المكتبة المشاركة في عمليات التأهيل: تمّ رفد رفوف المكتبات وإغناؤها بعدد من إصدارات قسم الشؤون الفكرية والثقافية وشعبة الطفولة والناشئة من العناوين والسلاسل والدوريات والمجلات بالتعاون مع مركز ترميم المخطوطات وشعبة الناشئة والطفولة التابعة لقسم الإعلام. رُكنُ الطُّفُولَةِ أضافت سندس صباح كريم/ منتسبة في وحدة الإعارة قائلةً: برعاية قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة وبالتعاون مع شعبة الطفولة والناشئة التابعة لقسم الإعلام، استحدثت المكتبة هذا الركن الذي يهدف إلى تنشئة ثقافيّة وذهنيّة فكريّة سليمة وصحيحة للأطفال بوصفه أحد أهداف المشروع الذي عملت ملاكات المكتبة على تحقيقه عِبْر تخصيص جناح أو رفوف خاصّة تحوي كُتيّبات وقصصاً ومجلات للأطفال في كلّ مكتبة نعمل على تأهيلها. قُطُوفُ الإنجازِ فِي أَرقَامٍ ملامح الإنجاز بدتْ واضحة تظهر بصماته للعيان عبر طريقة التنظيم في إعداد الكتب التي جرى العمل على تهيئتها بأيادي الملاك وفق إطار موضوعي يسهّل على الباحث الوصول إلى المعلومة التي يحتاج إليها، عمّا قيّدته من أعداد الكتب فيها تحدّثت لنا المنتسبة إسراء أحمد/ من وحدة الذاتية قائلةً: جرى فرز المكرّر من العناوين وعزله ممّا يوازي ثلاثة أطنان من الكتب، وجرى تنظيم ما يقارب 1330 كتاباً ومجلة، وما يقارب من 3300 كتاب وكتيّب ومجلة في عدّة مواقع. نَافِذَةٌ لِلثَقَافَةِ وَالتُّرَاثِ والتَاريخِ على هامش الفيوض، أُقيم معرضٌ للكتاب عند كلّ افتتاحية للمكتبات التي يتمّ تأهيلها، يتضمّن أجنحة لإصدارات قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة، وإصدارات شعبة الطفولةوالناشئة عرضاً وبيعاً، كما أُفرد جناح خاصّ بأعداد مختلفة من مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)، أوضحت لنا عنه السيّدة ليلى الهر رئيسة تحرير المجلّة قائلةً: بُغية ترسيخ أوسع للقيم الفكريّة والثقافيّة التي تنبثق منها أهداف المجلّة في مساحات متعدّدة من المجتمع، بادرنا إلى شرح تفصيلي لمحتويات المجلّة من أبواب ومواضيع إضافةً إلى طريقة إصدار المجلّة، مثلما تمّ شرح موجز لِما تتضمّنه معروضات قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة من دوريّات ومجلّات وإصدارات متنوّعة. عَلى أَملِ بِنَاءِ أُمَّةٍ.. كَانَ الإنجَازُ عَدّت السيّدة أسماء رعد مسؤولة شعبة المكتبة النسوية مشروع (فيوضات معرفية) بمثابة نقلة نوعيّة وسابقة في طبيعة النشاط الثقافي الذي تقوم به ملاكات المكتبة، إذ وسّعت رقعة تأثيرها ونشاطها في هذا النوع من العمل الذي يحتاج الكثير من الخبرة والمهارة في ممارسة العمل المكتبي، وجاء هذا بما يناسب طموحات ملاك المكتبة النسويّة في تقديم قطوف ممّا تكتسبه المنتسبة من مهاراتٍ مهنيّة داخل المكتبة إلى ميادين أوسع خارجها والذي يمثّل أيضاً في حدّ ذاته إضافة مهنية جديدة إلى رصيد خبراتها في العمل الذي يسير في مسار التنمية الثقافيّة للمجتمع منطلقاً من تحت راية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ولا يزال في جعبة المستقبل الكثير والمزيد من هذه المشاريع، آملين القبول من صاحب الجود أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).