رياض الزهراء العدد 154 لحياة أفضل
إليكِ صديقَتِي الجَامِعِيَّةَ
رسالة حبّ من القلب، أهديها إليكِ معطّرة بشذى الأُقحوان، وأنتِ رفيقة دربي لربّ الأكوان، إذ عاهدتني على المضي نحو رضاه، متمسكتين بدين النبيّ الأُميّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وهداه، في أروقة جامعة جمعت أصنافاً من الفكر والبشر، فتعاهدنا على نصرة الدين وتقوية عُرى الإيمان، وبلوغ مرتبة عُليا في الدين والدنيا على حدّ سواء. فما أجملك حين التقيتُ بكِ لأول مرة، فوجدتُ العباءة تزيّن وجودكِ، ورأيتُ الدين أعلى مبتغاك، وشاهدتُ فيك مثالاً للحنان والرفقة التي تُبنى على الإحسان، وكنتِ تزدانين فوق ذلك بسعي دؤوب نحو التميّز والنجاح، وتكافحين أيّما كفاح لتنالي المراتب الأولى في دراستك، وهمّك نصرة الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) مُستقبلاً بعلمكِ، وأنتِ تتوخّين إسعاده بكلّ خطوة تقومين بها، وتبتعدين عن كلّ مكان وفعل يؤذي فؤاده، فالابتسامة لا تفارق شفتيكِ، والسماحة لا تغادر محيّاك، والاستقامة وحسن الخُلُق من أهمّ خصالك، فترافقنا، وتعاهدنا على الخير والوفاء، والصدق والإخاء، والعون في كلّ أمر صعب، والنصح في كلّ موقف نمرّ به في الجامعة، فكانت علاقتنا رائعة، نواجه كلّ فكر باطل، ونتحدّى ما يعرقلنا من مانع وحائل، ونحن نكتب في أروقة العلم إنجازاتنا، وعلى أوراق القلب عمق محبّتنا، وصارت المراحل الدراسية تُطوى بتفوّقنا، والمشاكل الشخصيّة تُحلّ باهتمامنا وتآزرنا، وصار يُشار بالبنان إلى أفعالنا، وكيف أنّنا جعلنا من المهديّ المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) أملنا وقائدنا، فنشرنا فِكره وزدنا محبّيه، وكيف جعلنا من الحجاب والعفاف رمزاً يقترن بنا، فالتزمنا بتعاليم الدين على أتمّ وجه، فكانت السعادة ترتسم على صفحات أرواحنا، واستمرّت بنا الأيام ونحن أقرب إلى بعضنا، وأكثر التزاماً بديننا المبارك، وأكثر اهتماماً بمراحل دراستنا، وكلّنا حرص على أعمارنا التي تمضي بسرعة؛ فنذرناها لمهديّ الآل(عليهم السلام). وها أنا ذا أقفُ أمامكِ رفيقتي الغالية، وصديقتي الحنون، وأقدّم لكِ كلّ الحبّ والتقدير، وكلّ الوفاء والشكر على كلّ المواقف التي كنتِ فيها بجانبي، وكلّ المشاعر الجميلة التي أهديتني إيّاها، وكلّ النصح الذي بفضله صِرتُ أقرب إلى إمامي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وأسأل الله تعالى أنّ يقرّبكِ إليه أكثر، ويبعد عنكِ كلّ سوء وشرّ، ويجعلني قادرة على الوفاء لكِ إلى ظهور المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) فنكون سوية في رِكابه، لتنتعش أرواحنا حين نقفُ في رحابه، ونبلغ السعادة الكبرى حين نكون من أنصاره وأحبابه، فنتشرّف بتوظيف ما تعلّمناه في جامعتنا لخدمته، ونكون له موالين بمعنى الكلمة وذلك ما ربّانا عليه ديننا وإسلامنا في نصرته.