المُقَدَّسَةُ

براق علاء الموسوي/ جامعة العميد
عدد المشاهدات : 166

جلستُ لأيامٍ وأنا أفكّرُ، كيف أتناول موضوعاً كهذا؟!! مِنْ أين أبدأ؟ وكيف أسترسل، ومتى أنتهي؟! ما الكلمات التي تصف هذا الكائن؟! أكلمة عظيمة تفي بالغرض أم دواوين ليس لها مُنتهى؟ ولكنّها وضعتْ نفسها بين قوسين أمامي، لتُقنعني بأنّها ليست إلّا (مقدّسة) .. الآن عِنْدما تقرأ، اصغِ إلى الكلماتِ واشعرْ بالمحتوى في حضرة هذا المخلوق الرحيم! كلمة صغيرة لكنْ خلفها كائن عظيم، شخصيّة مميّزه، مؤثّرة، صانعة، كاتبة، بارعة، يدها تخطُّ حياةَ جسدِها؛ فيبثُّ حياةً، إنّها فعلاً الحياة في قلب حياة مُتعبة، روحها المقدّسة كقارورة شفّافة رغم رقّتها إلّا أنّ خدوش الزمن لا تستطيع كسرها، فهي كُتلة كبيرة من الصمود اللامتناهي، كأنّها نجمٌ في السماء يحطّمُ الكواكب ولا يتأثّر.. كبئر مليء بالماء كأنّه مُطهّرٌ بالأنبياء.. قلبها كمخزن تملؤه المصاعب، والمحن، والآلام، نبضاتها تخرج معتصرة إلّا أنّها تحافظ على منظر القارورة الشفّاف.. ما القوة الهائلة التي تمتلكها؟ من أين لها كلّ هذا التأثير؟! هي خلف كلّ أبٍ فخورٍ، أخ حنونٍ، زوج عظيمٍ، وخلف كُلّ فكرة جبّارة امرأة عظيمة! بنظر المجتمع هي نصفُه إلّا أنّها تحتضن النصف الآخر أيضًا، فهي في المجتمع رغم الضغوطات إلّا أنّها مُصرّة على النجاح! تخوضُ حرباً تنافسية مع ذاتها وتبدع، المرأة القويّة ليست فقط تلك التي تعمل خارج المنزل، إنّما هي في كلّ مكانٍ، فربّما تكون ربّة منزل إلّا أنّها تخلق جيلاً واعياً، وابناً طموحاً، وزوجاً راضياً، مع هذا كلّه لا تطلب إلّا القليل من أجلها وأحياناً لا تطلب! كطير تحرّر من قفص، ورفرف بجناحيه إلى أعالي السماء ويتباهى بما أعطاه الله من قدرة.. كنتُ دائماً أفكّر كيف أقنع رجلاً بعظمة المرأة؟! لأصل إلى عبارة وهي: (تخيّل حياتك مِن دونها...)!!.