رياض الزهراء العدد 154 لحياة أفضل
أُكْذُوبَةُ التَّواصُلِ الاجْتِمَاعِيّ
التطوّر الإلكتروني الذي يحصل في المجتمع باستمرار يجلب معه الكثير من الظواهر، منها ما هو سلبي ومنها الإيجابي، ومن تلك الظواهر ظاهرة التواصل الاجتماعي التي أصبحت ترمي بظلالها على المجتمع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، ممّا كان له أثر سلبي فيه، وهذا ما أكّده أهل الاختصاص، فأصبح روّاد هذه المواقع يبنون جسور التواصل المزعوم مع الغرباء، ويقطعونها مع أقرب الناس إليهم ممّا أدّى إلى التفكّك الأسري، حيث لا نكاد نرى الأسرة تجتمع وتتحدّث حتى مع وجودهم سوياً، فترى كلّ شخص غارقاً في عالم آخر، يبتسم لأصدقاء لا يعرف عنهم سوى معلومات مزيّفه ويقطّب حاجبيه لأهله وأصدقائه ويعيش في عزلة عن المجتمع، لا يؤثّر ولا يتأثّر، ممّا يخلق جيلاً يتّصف بالانطوائية وعدم التفاعل مع قضايا المجتمع فقد توصّلت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للطبّ الوقائي، والتي استطلعت آراء 7,000 شخص ممّن تتراوح أعمارهم بين (19 و32) عاماً إلى أنّ الأشخاص الذين يقضون وقتاً أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي يُصبحون أكثر عرضةً للشكوى من العزلة الاجتماعية التي يمكن أن تتضمّن نقصاً في الشعور بالانتماء الاجتماعي، وتراجعاً في التواصل مع الآخرين، والانخراط في علاقات اجتماعية أخرى. ويمكن لقضاء مزيد من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي - مثلما يقول الباحثون - أن يؤدّي إلى أن يصبح التواصل عبر الأجهزة الإلكترونية بديلاً عن التواصل وجهاً لوجه مع الآخرين؛ لذا يجب علينا أن نبتعد قدر الإمكان عن استخدام تلك المواقع لمدّة طويلة، ونستعيض عنها بالجلسات العائلية وزيارة الأحبّة، ونحاول أن نعوّد أولادنا على صِلة الرحم في الصغر ليعودونا في الكِبَر.