رياض الزهراء العدد 154 لحياة أفضل
أسَالِيبُ تَعَامُلِ الأُسرَةِ مَعَ الطِّفلِ ذِي الاحتِيَاجَاتِ الخَاصَّة
عندما يولد طفل طبيعي فإنّ الأسرة تستقبله بفرح وتحيطه بالعناية والاهتمام، وترسم له المستقبل وتعلّق عليه الآمال، لكن ماذا لو وُلِد هذا الطفل غير سليم، أو ظهرت لديه إعاقة نتيجة حادث ما، أو نقص في التكوين، أو أصيب بالتوحّد أو بمتلازمة داون، أو كان مصاباً بمرض نفسي، أو عقلي معيّن وغيرها؟ هنا يُصاب الأهل بهزّة نفسية صادمة، وتختلف استجابة الأُسَر تجاه هذه الحالات بحسب خصائص كلّ أسرة، ومدى قدرتها على التعامل مع الحالة، وتؤثّر الخلفية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في مستوى الاستجابة لواقع وجود الطفل المعوّق في الأسرة. بكلّ الأحوال، هذا الطفل جزء من الأسرة ولا بدّ من التعامل مع الوضع الراهن بموضوعية، وعدم حبسه وحجبه خوفاً من النقد والإساءة أو بحجّة حمايته، فمتى ما تقبّلت الأسرة وجود طفل ذي إحتياجات خاصة، تكون قد كسبت نصف المعركة، إذ يتحتّم عليها أن تكون إيجابية في المعاملة؛ لأنّها جزء من برنامج العلاج والإرشاد عن طريق الاستعلام عن حالته وعرضه على المختصّين، والإحاطة بكافّة المعلومات من المصادر الموثوقة، والبحث عن الخدمات الداعمة من المنظّمات الحكومية والخاصّة التي تخدم حالته، والبحث عن نقاط القوّة لديه. قد يشكّل هذا الطفل عبئاً اقتصادياً على الأسرة كونه يحتاج إلى مراجعات طبيّة، وشراء علاج قد يكون مكلفاً وغير متوافر في الصيدليات، ممّا يضطرّ الأسرة إلى شرائه من الخارج، فضلاً عن نفقات تعليمه في مدارس خاصّة حسب حالته الصحيّة، وعدم إمكانية تعليمه في مدارس حكومية. فمن المهمّ جداً إحاطة الطفل بالحبّ والحنان والرعاية، وإذا كان لديه إخوة أصحّاء وجب تعريفهم بكيفية التعامل معه وتقدير وضعه ومشاعره. وعلى الأسرة ككلّ مساعدته، والاتكال عليه بتنفيذ مسؤوليات تتناسب مع وضعه، وتأهيله لإقامة علاقات اجتماعية خارج الأسرة، وتشجيعه على التواصل مع الآخرين، وتعزيز ثقته بنفسه للتعويض عن حالته الخاصة عن طريق تعليمه وتدريبه والتكرار معه وعدم اليأس والاستسلام. نجد أغلبية ذوي الاحتياجات الخاصّة قد وصلوا إلى درجات علميّة عالية، ولديهم مهارات في مختلف المجالات؛ لذا يجب على المعنيين بالأمر تفعيل سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والمؤسسات؛ ليتشاركوا العلم والعمل مع الأسوياء، والاعتراف بإنسانيتهم، والقدرات التي منحها الله لهم.