فِي رِحَابِ شَهْرِ اللهِ

فاطمة العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 208

"وهي توشك على إكمال تلاوة آيات من الذكر الحكيم كالمعتاد مع الثلة الطيبة"، طبعتْ زهراء على يد أمّها قُبلة، رفعتْ أمّ زهراء رأسها مبتسمة، وقبل السؤال بادرت زهراء قائلة:- شكراً لك أمّي الحبيبة أمّ زهراء: على ماذا غاليتي الجميلة؟ زهراء: أنتِ مَن جعلني أعيش هذه المشاعر الرائعة.. الصفو، والراحة النفسية، والفوز بالثواب الجزيل من الله تعالى. سارة: وأنا أيضاً، أشعر بما تشعر به زهراء، حتى الصوم زادني قوّةً ونشاطاً عكس ما توقّعتُ. أمّ زهراء: هذا نتيجة القرب من الله(سبحانه وتعالى). أمّ عليّ: إنّ الله تعالى بفضله وكرمه جعل لنا أماكن وأياماً معيّنة مخصوصة بالعبادة والذكر فضلاً عن الواجبات اليومية؛ لعلمه جلّ وعلا بحاجتنا إلى سكون النفس وطمأنينة القلب، وهذا لا يكون إلّا بقربه واللجوء إليه. أمّ حسين: ومن هذه الأيام المخصوصة المباركة، شهر رجب الأصبّ الذي تصبّ فيه الرحمة صبّاً. أمّ جعفر: والآن مَن تُخبرني ماذا يميّز شهر رجب؟ سارة: إنّه من الأشهر الحُرم. زينب: كثرة المناسبات الدينية. أمّ عليّ: أحسنتم، فما أهمّ المناسبات؟ زهراء: بعثة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم). أمّ حسين: وهي ليلة عظيمة يُستحب إحياؤها بالعبادة. زينب: وولادة إمام الموحّدين وسيّد الوصيين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في جوف الكعبة المشرّفة. أمّ زهراء: بوركتم، وهي منقبة خصّ الله بها الإمام عليّاً(عليه السلام) دون غيره. سارة: وفي الـ 25 من هذا الشهر ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام). أمّ عليّ: نعم، حيث قضى مظلوماً مسموماً شهيداً في سجن الطاغية الظالم. أمّ زهراء: لقد أعطى الإمام الكاظم(عليه السلام) أرقى منهج وأعظمه في محاربة الظالمين. أمّ حسين: وأمّا عبادته فقد شهد بها حتى المخالِفون، وها هو مرقده الشريف مع حفيده الإمام الجواد(عليه السلام) صار مأوى المكروبين، وموضع حاجات الطالبين. أمّ جعفر: وعلينا أن لا ننسى ذكرى شهادة السيدة زينب(عليها السلام)، قدوتنا في الجهاد والصبر والعفاف. أمّ حسين: طبعاً هناك مناسبات أخرى، لكن الأهمّ أن نستشعر عظمة هذه المناسبات، ونؤدّي حقّ هذا الشهر الكريم. زهراء: كيف نؤدّي حقّه؟ أمّ علي: أن نتفرّغ ولو بجزء بسيط من الوقت لقراءة القرآن، والأدعية الواردة عن أهل البيت الأطهار(عليهم السلام). أمّ زهراء: وكذلك الصوم فأنّه مستحب أكيد، وله فضلٌ عظيم لا يوازيه فضل في سائر الشهور. أمّ جعفر: فلندعُ الله ليوفّقنا لأداء حقّه. الجميع هتفن بصوت واحد: آمين.