الإمامُ البِاقرُ(عليه السلام) وَعِلمُ الِفقْهِ

زهراء أحمد المتغويّ/ البحرين
عدد المشاهدات : 252

اهتّم الأئمة(عليهم السلام) بالعلم اهتماماً بالغاً، وبعلم الفقه خاصّة، كونه مرتبطاً بسلوك الفرد وتصرّفاته وتعامله مع الآخرين، ومع محيطه وفي مختلف الميادين، رُوي عن الإمام الباقر(عليه السلام) قوله: "الكمال كلّ الكمال التفقّه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة"(1)، يصل الإنسان إلى مراتب الكمال الإِيماني عن طريق هذه الدعائم الثلاث التي تختصر سيرة الإنسان في الحياة، وعلى رأسها التفقّه في أمور الدين. فقد ربّى الإمام الباقر(عليه السلام) نخبةً من العلماء الفقهاء أمثال: زرارة بن أعين، وبُريد بن معاوية العجلي، ومعروف بن خربوذ، والفُضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير الأسدي، تأهّل كلّ واحد من هؤلاء الثقات ليكون مرجعاً ومنارة هادية لنشر الإسلام في مختلف الأمصار، وتخرّجوا في مدرسة الإمام الباقر(عليه السلام) التي تميّزتْ بعدّة نقاط، منها: 1ـ اتصالها بالوحي، فحديثهم حديث جدّهم(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله(سبحانه وتعالى) وقد أشار الإمام الباقر(عليه السلام) إلى هذا الأمر قائلاً: "لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين، ولكنّا نفتيهم بآثار من رسول الله (صلى اله عليه وآله) وأصول علم عندنا، نتوارثها كابراً عن كابر..".(2) 2ـ شمولها واستيعابها لمختلف حاجات الإنسان، ومواكبتها لمتغيّرات الحياة. 3ـ فتح باب الاجتهاد الفقهي، وهو أهمّ ما ميّز مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)؛ فهناك مستجدّات يُبتلى بها الناس في أمور دينهم ودنياهم؛ فتكون الإجابة حاضرة، و بيان الحكم متوافراً. بلغ الحثّ والتأكيد على تعلّم الفقه إلى درجة كبيرة، حيث رُوي عنه(عليه السلام) أنّه قال: "لو أتُيت بشاب من شباب الشيعةلا يتفقّه لأدّبته"(3)، وعنه (عليه السلام) قال: "يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم و معرفتهم...".(4) وهناك المئات من الأحاديث التي تحثّ على طلب العلم عامّة وتعلّم الفقه خاصّة؛ لأنه يصون الفرد من الوقوع في الخطأ وارتكاب المعاصي، وبذلك يعيش الناس في ظلّ مجتمع إيماني بعيداً عن المفاسد الأخلاقية والرذائل. ...................................... 1. الكافي: ج 1، ص 40. 2ـ بحار الأنوار: ج2، ص172. 3ـ بحار الأنوار: ج1، ص214. 4- بحار الأنوار: ج1، ص106.