شَجَرَةُ الأَبْنَاءِ الصَالِحَةُ

هناء عاصي السوداني/ بغداد
عدد المشاهدات : 131

الأب جزء من حياة الأبناء، وله دور مهم في بناء السلوك التعاملي للأبناء، فتقليد الأب من قبل الأبناء ليس أمراً اختياريًا، بل هو أمر ذاتي وطبيعي من قبل الأبناء، فالأب يؤثّر في أبنائه بالإيجاب والسلب، وهذا التأثير لا يخصّ التأثير الكلامي، بل يشمل العمل أيضاً. تتحدّد هويّة الأبناء في بداية حياتهم عن طريق محيطهم الصغير(البيت)، وبذلك تبدأ رسالة الأب في تعريف الإنسانية والمسؤولية، والرحمة والصدق والشهامة، وجميع الصفات الصالحة عن طريق سلوكه العملي لينظر إليه الأبناء على أنّه القدوة الصالحة التي تعلّمهم قِيَم الحياة، فالطفل حتى وصوله سنّ البلوغ، وسنّ الشباب تترسّخ في سلوكياته القيم الإيجابية أو القيم السلبية التي اكتسبها من محيط البيت، وبخاصة التي اكتسبها من سلوك الأب. فكيف تكلّم الإسلام عن الطفل؟ وهل أراد الإسلام أن نتهيأ قبل مجيء كائن بشري أبيض الصفحة؟ وماذا طلب منّا أن نطبع من سلوكيات على صفحته البيضاء؟ فالتعاليم الدينية لم تخلُ من احترام للكائن الصغير الذي عليه الدخول في معترك الحياة؛ لذلك أمر الأب باختيار أمّ صالحة السلوك، والمنبت، والدقّة في اختيار الاسم الذي يتناسب مع المولود؛ فالأسرة كالسفينة التي تسير في بحر الحياة، وقبطانها هو الأب الذي يتولّى قيادتها، وتحمّل المسؤولية أفراد طاقمها، عن طريق توزيع الأدوار فيما بينهم، فللأب دور في تربية الأبناء، وتأمين المستقبل لذرّيته.