رياض الزهراء العدد 154 واحة البراءة
العُصْفُورَةُ لُولُو
لولو عصفورة صغيرةِ يُحبّها الأطفال، فهي تجلبُ لهم السعادة والفرح بصوتها العذب، فتبدأ صباحها بالطيران والتغريد، وتدخل إلى غرف الأطفال من النافذة، تغرّد لهم وتُدخل عليهم السعادة والتفاؤل، انطلاقتها الأولى تبدأ من البيت القريب من الشجرة الكبيرة الذي يوجد بهِ عشُّها، وهو بيت أحمد، وكان أحمد يحبّ لولو كثيراً، وينتظر زيارتها لهُ في كلّ صباح. وفي يومٍ من الأيام جاءتْ لولو إلى بيت أحمد، وكالعادة طرقت النافذة بمنقارها الصغير، استيقظ أحمد من نومه، وفتح لها النافذة، لكنّها هذه المرة جاءتْ على غير عادتها مستاءة وحزينة، بدلاً من أن تغرّد راحت تبكي وتبكي؛ فسألها أحمد: ماذا حدث يا صديقتي لولو حتى بتِّ حزينة وعلى غير عادتك من الفرح والتفاؤل؟ قالت لولو بصوت حزين: لقد سمعت البستاني يتكلّم مع أبيك بشأن الشجرة التي أسكن فيها، ويقول له ستمتدّ جذورها أكثر وتصل هذه الجذور إلى المنزل، ويكون ذلك ضرراً على المنزل مع الوقت وتتصدّع جدرانه..؛ فنصح البستاني أباكَ بقطع هذه الشجرة، لكنّ أباك قال له: سأفكّر بالموضوع؛ لذلك أنا اليوم حزينة وأخافُ أن أخسر عُشي الجميل إن قُطعت تلك الشجرة، والقرار بيد والدك، قال لها أحمد: لا تخافي يا لولو إنّ أبي إنسانٌ واعٍ، ويهتمّ بشؤون الآخرين، وأنا سأخبره بقصّتك، استبشري خيراً، وعند المساء أخبر أحمد أباه عن حال لولو، وكيف سيكون حالها إن قُطعت تلك الشجرة وهُدّم عشّها، أين ستسكن وماذا سيحلّ بها؟ قال الأب لأحمد: لا تخفْ يا بني فأنا لن أعمّر بيتي على حساب الآخرين، حتى وإن كان عصفوراً صغيراً، سأجد حلّاً لهذا الأمر، فكّر الأب وقرّر أن يبني للطائر لولو عشاً جميلاً أعلى البيت بالقرب من نافذة أحمد، وبهذا يكون قد آوى لولو في عشٍ جميل، ويمكن له أن يقطع الشجرة ويحافظ على جدار بيته، وبهذا يكون قد وفّق بين الأمرين. نظر أحمد إلى بيت العصفورة لولو وقال: كم هو جميل التأمل والتفكير قبل اتخاذ القرار، وأن لا نجعل مصالحنا الشخصية هي أكبر همّنا.