نَغماتٌ وَسَلَالِمُ فِكْرِيّةٌ..
غير مرة أفكّر، لو إنّني خُلقتُ في مجتمع آخر ودين مغاير وثقافة مختلفة.. تُرى أين سأكون الآن؟! وما الذي كنتُ سأفعله في هذه الحياة، بل كيف سيكون منظوري لهذه الحياة؟! وأنتم ..هل راودتكم هذه الفكرة مِن قبل؟ ربّما قُدّر لكِ يا صديقتي أن تبدأ الرحلة بالمقلوب.. كبيرةٌ جدًا أنتِ في صِغركِ! ما عاد الأشرار يلبسون قبّعات سود، ويطيرون على مكانس سحريّة في الظلام على ضوء القمر، مطلقين ضحكات مخيفة عالية، إنّهم قد يبتسمون لكِ أيّتها الرفيقة ابتسامة المهرّج الباردة، ويسعدونكِ سعادة وهمية هلامية كفقاعة صابون، فحَذارِ من بيوت الحلوى التي تجدها في أثناء بحثكِ وضياعكِ بعد طول انتظار.. الكتابة تبعث الروح فيّ.. تُعيد لي ترتيب ملامحي الداخلية.. الكتابة صديقتي التي أبوح لها فتقرؤوني على لسانها.. هكذا ببساطة يستطيع المرء أن يخرج من بين الكلمات والأسطر بخفّة السكون وارتفاعها وثباتها كالبدر أعلى الحرف، بغموضها وهدوئها كبالون هيليوم معلّق.. أنّى لكلمات البعض القدرة على ركل قلبك حتّى يغور في صدركِ؟! لستُ فتاة فولاذية.. أنا أحاول أن أفهم كي أمضي؛ فبالفهم تخفّف وطأة الأحداث والمصاعب.. يقولون إنّ الصبر أن ترى الوردة بدلًا من الشوك.. وأنا أظنّ أنّ الصبر هو أن تلوّن الوردة بدمك الذي يسيل من وخز شوكها..؛ فهناك فرق التائهون في وسائل التواصل الاجتماعي هم في الحقيقة ضائعون في أحد الطرق الواقعية! "أرخِ رسن جفونك واعطِ أمرًا لحرّاس مملكة عقلك بالانسحاب أغلقوا البوّابة! واتركوا غزاة الفكر تسقط في غيب المحيط" هكذا أتقمّص الزمن، وأقنع عقلي حينما أقرأ رواية تاريخية قبل النوم! قد يصبح الواقع أكثر تعقيدًا من الأحلام و المنامات، مبهم تملؤه الرموز.. بائعة الكبريت لم تمتْ من البرد، بل من قسوة البشر! الحلّ الوحيد الذي يخيّل إليّ أحيانًا للتخلّص من أحاديث البعض الثقيلة والنقاشات العقيمة، هي أن أعصب عينيّ وأرمي بنفسي في منتصف سكّة قطار سريع، كما يحدث في أفلام الكارتون!