الحُسينُ بنُ عليّ (عليه السلام).. كُنوزٌ وأَسرَارٌ ومَفَاتِيحُ

شيماء عبد الأمير
عدد المشاهدات : 243

لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام)لاقتتلوا عليها، وهجروا الأهل وما برحوه، وأنفقوا قوت يومهم ليتشرفوا بالحضور عنده، ولا مبالغة في كلّ ذلك، فمَن ذاب في حبّ الغيب المطلق جعله غيباً لا يُدرك بحواس الأجساد ولا تسقط عليه عيون الأجناس، بل تحسّه قلوب الأبصار، وتنظر إلى مُحيّاه مقلُ الأرواح.. ذاك الحسين (عليه السلام).. الكلّ يزوره، بل هم مأمورون من حيث لا يشعرون.. فهل تعلم أيها الزائر ما لك من الثواب والفضل في زيارته، دعا الإمام الصادق (عليه السلام)لهم كما رُوي: “اللهم فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وأرحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، اللهم إني استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش”(1)، لو كان هذا الدعاء فضلاً لزائره لكفى، ولكن ما خُفي أعظم وأعظم، سنرفع الستار ونوضح بعض الأسرار التي هي مضامين عالية في الروايات، فمَن زاره كمن زار الله في عرشه، وزائره محطّ تقديس الملائكة، ومَن أتاه ماشياً كُتب له بكلّ خطوة حسنة ومُحي عنه سيئة، ورُفِع له درجة، ولم يزل يخوض في رحمة الله عز وجل، ويُنادى يوم القيامة أين زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، فيُقال لهم: خذوا بيد مَن أحببتم وانطلقوا بهم إلى الجنة.(2) ومَن جهّز زائره كان له بكلّ درهم أنفقه ألف إلى عشرة أضعاف، ويرضى عنه ويدعو له النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو مات في سفره شيّعته الملائكة، وفُتح له باب من الجنة في قبره إلى قيام الساعة، ومَن قُتل في سبيل زيارته كانت أول قطرة من دمه يغفر له بها كلّ خطيئة. (3) هذه الفضائل وغيرها كثيرة لا يسع المقام لها ولكن لكلّ عمل شرائط مدخلية في تمام العمل وكماله، وبيّنها المعصومون في رواياتهم منها معرفة الإمام والاعتقاد بإمامته، وخلوص زيارتك لله عز وجل، وليكن قلبك حاضراً وانوِ صلة رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فترك زيارته عقوق للنبي (صلى الله عليه وآله)، وأهم الآداب وأصلها كلّها (أن تعيش حياة المزور) فالإمام الحسين (عليه السلام) ينظر إلى زوّاره ويعرفهم بأسمائهم، فلا يصدر عنك أي هتك لحرمته، واخفض صوتك وتطهّر واشتغل بذكر الله عز وجل والصلاة على محمد وآله، وزره قائماً على قدميك ولا تقعد إلّا من علّة، وعليك بالتقوى والورع عن المحارم، وقف على بابه مستأذناً، واجعل قلبك حاضراً، واستغفر وتب من كلّ ذنب، وتفكّر في عظمة صاحب القبر، فهو يرى مقامك ويسمع كلامك، ولابدّ لك من البكاء والرقة والحنين.(4) ............................... (1) فضائل وآداب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، ص4. (2) عجائب زيارة سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، ص204-205. (3) الصحيح من سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)، ص137-139. (4)النور المبين في شرح زيارة الأربعين، ص30-34.