رياض الزهراء العدد 162 شمس خلف السحاب
تَأَمُّلاتٌ فِي ظُهُورِ القَائِمِ(عجل الله تعالى فرجه الشريف)
أشرقت شمس يوم الجمعة من جديد، وها هو صوت القارئ يُردّد في الصباح دعاء العهد قائلاً: "اَللّـهُمَّ أَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي إلَيْهِ"(1). ومن ثمّ دعاء الندبة أستمع إليه بكلّ شوق ولهفة، ثمّ تساءلتُ في نفسي: هل هذا هو آخر الزمان؟ هل سيظهر؟ هل لي أن أراه بعد كلّ هذا البلاء؟ تساؤلات كثيرة تراودني وأنا أرتقبُ في كلّ جمعة ظهور الموعود الذي أنتظره وأعاود سؤالي على نفسي: أحقّاً نحن من المنتظرينَ الحقيقيّين لليوم الموعود؟ حتّى استوقفتني تلكَ الكلمات التي وجدتُ فيها الجواب عن أسئلتي السابقة: أينَ الطالب بدم المقتول بكربلاء؟ أخذني خيالي بعيداً وتذكّرتُ الآية الكريمة: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)/ (الإسراء:81) تأمّلتُ فيها كثيراً حتّى صرتُ أرى ظهوره ودولته التي ننتظرها، وما هي إلّا لحظات حتى عُدتُ إلى نفسي نعم نحن المنتظرون الحقيقيّون للدولة الكريمة التي وَعَدنا بها الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وصرتُ أردّد: "اللّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً"(2). ...................... (1) (2) بحار الأنوار: ج53، ص96.