(سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)(1)

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 424

الصبر: حبس النفس على ما يقتضي العقل والشرع، ويُعدّ الصبر من أعظم أركان الإيمان، ودليل على قوّة العقل، فهو الصمود المستمرّ أمام المواقف المؤلمة، وتحمّلها بروح مطمئنّة ونفس طيّبة من دون إظهار الاستياء والانفعال. إنّ مظاهر الاختبار الإلهي سنّة كونيّة لا تقبل التغيير لقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأموال وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ * وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)/ (البقرة: 155) حينما يجد الإنسان نفسه أمام عواصف المشاكل المضنية، ويحسّ بضعفه في مواجهتها يحتاج إلى سند قوي لامتناهٍ يعتمد عليه، لذا قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)/ (البقرة: 45)، فالآية تبيّن مبدأيْن مهمّين لمواجهة المشاكل:- الأول: الاعتماد على الله، ومظهره الصلاة. الثاني: الاعتماد على النفس، وباطنه الصبر. مثلما رُوي عن النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم): "مَن ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد"(2) ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) أنّ الصبر ثلاثة أقسام فقد روي عن الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) أنه قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): الصبر ثلاثة: 1.صبر عند المصيبة. 2. وصبر على الطاعة. 3. وصبر عن المعصية.(3) وما نواجهه اليوم نحن العراقيون من ابتلاءات ومِحَن تدعونا إلى الصبر، فنجد البعض لا يصبر بل يجزع، والبعض يصبر على مَضَض تأدّباً واحتراماً لمقام الربوبيّة وهذا جيّد، ولكن أحسنهم ذلك الذي يصبر ولا يتذمّر، ويحمد الله على كلّ حال، لذا لابدّ لنا من معرفة الأمور التي تقوّي حالة الصبر لدينا، وهي: 1- الفهم الحقيقيّ للدنيا بأنّها دار ابتلاء وامتحان. 2- التفكّر في مساوئ الجزع وآثاره السيّئة في الإنسان. 3- استصغار المصيبة بتذكّر نِعَم الله علينا. 4- طلب المعونة من الله تعالى. 5- التأسّي بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته(عليهم السلام) بما عانوه من المآسي والأرزاء وصبرهم عليها. 6- التأمّل بما أعدّ الله للصابرين من أجر عظيم عن طريق الآيات القرآنيّة الواردة بخصوص الصبر، كقوله تعالى:( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (سورة الرعد:24)، فلا يوجد في حياة الإنسان عامل أفضل من عامل الابتلاء في تصفية الذات وتهذيبها وتخليصها من سلطان الهوى وحبّ الدنيا، فصفة الصبر تدلّ على كمال المرء ، مثلما دلّ الحديث المرويّ عن الإمام الصادق(عليه السلام) : "لا ينبغي... لـمَن لم يكن صبوراً أن يعدّ كاملاً"(4) .................................... (1) (الرعد:24) (2) بحار الأنوار: ج68، ص93. (3)الكافي: ج2، ص91. (4) ميزان الحكمة: ج2، ص1556. الأسئلة س1: قال تعالى: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا )/ (سورة المعارج: 5) فما الصبر الجميل؟ س2: رُوي عن أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) : "اطرح عنكَ الهموم بـ....و....." أكملي الحديث. أجوبة موضوع: "إنّي وليٌّ لمَن والاكم وعدوٌّ لمَن عاداكم" ج: الثلاثة هم: أبو خالد الكابلي، ويحيى ابن أمّ طويل، وجبير بن مطعم.