مَركَزُ القَمَرِ.. بيتٌ إعلامِيٌّ رَقمِيٌّ، أرضُهُ محتوىً رَصِينٌ وَسَماؤُهُ صُوَرٌ للكِتَابَةِ

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 214

الإعلام الرقميّ هالة مهمّة من هالات التحديّ التي استوعبها الإنسان في عصر صناعة المحتوى بإمكانات ووسائل تكنولوجية حديثة أحدثت تحوّلاً نوعيًّا في المضمون، ومحركاً أساسياً للمتلقّي من أجل تنشيط مبادلات إنسانيّة حضاريّة في إطار مصطلح القرية الكونية، ومن ضمن هذه القرى الرقميّة (مركز القمر للإعلام الرقميّ) وهو أحد منافذ العتبة العبّاسيّة الرقميّة. وكان اللقاء الأوّل مع جناب الشيخ حسين الترابي/ رئيس مركز القمر الرقميّ. الحلّ الفكريّ كيف تبلورت فكرة إنشاء مركز القمر للإعلام الرقميّ؟ على الرغم من اختلاف أنواع المواقع التي تشغل شبكات التواصل الاجتماعيّ وطبيعتها إلّا أنّ الكثير منها لا تتبع منهجيّةً ومبدأً يمتلك ركيزة أساسيّة للاستناد عليها، مثلما أنّ التغييرات العالميّة السريعة وحدّة المنافسة، خصوصاً في مجال التكنولوجيا الرقميّة كلّها عوامل ساعدت على أن نعمل جاهدين في بحث السبل التي تساعد على حوار الحضارات، والتعارف بينها لعظم الحاجة إليها لمستقبل البشريّة، فكانت خطوة التفكير بإنشاء مركز فكريّ توعوي يستند على أساس التخطيط والتنظيم، وهنا وُلد (مركز القمر)؛ ليحمل معه طرق الحصول على شتى أنواع المعرفة، وطرق اختيارها وطرق استعمالها، والكثير من المعلومات التي تعود بالنفع على جميع شرائح المجتمع الذي يهتمّ بالتكنولوجيا. ملامح مدروسة الإعلام الرقميّ ووسائل الاتصال أصبحا أداتين لنشر الثقافة المعلوماتيّة، لتظهر ملامح انعكاساتها على الأقسام، فما معيار اختيار أقسام المركز؟ يحتوي (مركز القمر) على مجموعة من الموظّفين، كلّ بحسب موقعه، وقد أخذوا على عاتقهم تفعيل أقصى الجهود بما يُحرز تقديم أفضل النتائج للمتلقّي، تماشيًا مع ارتفاع مستوى الوعي بالإعلام الرقميّ، إضافةً إلى وفرة الملاكات البشريّة، واستطعنا عن طريق هذه الموارد صنع آلية عمل وخطّة مع إدارة العتبة العبّاسيّة المقدّسة وأقسامها ليشتمل (مركز القمر) الرقميّ على الوحدة الإداريّة المختصّة بكلّ ما يتعلّق بشؤون الموظّفين وتنظيمها، وإنجاز الأعمال الإداريّة الداخليّة للمركز، ووَحدة الإشراف والتكوين العلميّ التي تختصّ بمَهمّة إعداد الصورة الذهنيّة والرقميّة للمركز وتكوينها لمختلف المواضيع، ورصد ما يتعلّق من أحداث لغرض مواكبتها وبذلك تكون مادّة لوحدتيّ النشر والتوزيع التي تكون على هيئة روابط، اللتين تقومان بنشر ما يتمّ إنتاجه في المركز، إضافةً إلى توزيعه على العديد من المواقع لغرض إيصاله إلى أكبر شريحة من المجتمع، والوحدة الفنيّة ومهمّتها عمل المواقع التي يحتاجها المركز وبرمجتها لغرض رفع ما تمّ نشره عن طريقها، وآخرها وَحدة التصميم التي تقوم بتصميم ما تمّ إعداده وتكوينه وإنتاجه باستخدام أحدث التقنيات، ومن قبل موظفين ذوي خبرة ومهارة عالية. الرسالة ما المعايير التي تضعونها في عِداد نصائحكم؟ بالدرجة الأولى يتمّ التركيز على نشر فكر أهل البيت(عليهم السلام)، وتوجيهات المرجعيّة الدينيّة العليا بوصفها معياراً ودستوراً أساسيّاً لعمل المركز، مثلما أنّ مواكبة الأحداث والأخبار والمواضيع التاريخيّة والنصائح العامّة من الركائز التي يستند عليها (مركز القمر) في إعداد المواضيع. الغرس الثقافيّ هل حقّقتم الهدف المنشود من تأسيس (مركز القمر) للإعلام الرقميّ؟ مثلما تعلمون أنّ هناك علاقة معنويّة بين عمليّات إدارة المعرفة ومراحل التطوّر والإبداع، لذا فإنّ (مركز القمر) قد حصل على فرصة كبيرة لتحقيق أهدافه، ويبقى العامل الأساسيّ من عوامل الإبداع الذي لا حدود له هو التطوّر، وتقديم الأكثر، وهناك معلومات أخرى لا بدّ من الإشارة إليها، وهي أنّنا قد استفدنا من أصحاب الخبرة بما يملكون من كفاية عالية وتوظيفها للعمل كفريق واحد، كالأساتذة الحوزويّين والباحثين الذين أسهموا بشكل كبير في اختيار ما يتضمّنه المركز من معلومات، مثلما أنّ أصحاب الاختصاص من مبرمجين ومصمّمين ومنتجين لهم الدور الكبير في تقديم الأفضل دائمًا. ما الرؤى التي تهدفون إليها؟ هدف (مركز القمر) للإعلام الرقميّ هو تقوية المحتوى الإيجابيّ بين الشرائح المجتمعيّة المختلفة، وتزويدها بمختلف المجالات المعرفيّة باستخدام أسلوب حديث يتوافق مع ما يحصل اليوم من تطوّرات هائلة، وبالاعتماد على فكر أهل البيت(عليهم السلام)، وتوجيهات المرجعيّة الدينيّة العليا لمعالجة بعض الحالات السلبيّة. التقينا إلكترونيًّا بالأستاذ (عليّ يوسف عبد الهادي) / معاون مدير (مركز القمر) الرقميّ، وسألناه: ما عدد النوافذ التي تعتمدونها؟ وما آليّة عمل كلّ نافذة منها؟ بشكل عام يُدار العمل بأحدث المفاهيم التكنولوجية في العالم الرقميّ، وفي مختلف المنصّات الإلكترونيّة التي تعتمد على الثقافة الرقميّة، والانتقال من أسلوب الورقة والقلم إلى الأسلوب العصريّ الحديث؛ ليتمّ رفدها بمختلف المعلومات، ومنها وسائل التواصل الاجتماعيّ. حيث يتمّ التحديث والتطوير لمختلف البرامج بشكل يومي؛ ليُجدّد بآخر أكثر حداثة، ليتناغم مع ما وصل إليه العالم في مجالات الحياة المختلفة. الكتابة للصورة كيف استطعتم بوصفكم إداريين من توجيه الملاك إلى إمكانية شدّ انتباه المتلقيّ؟ يمتلك (مركز القمر) ملاكاً متخصّصاً في مجال التصميم وإنتاج مختلف البرامج، فهم يعملون على مدار الـ(24) ساعة لتقديم أفضل النتائج، وباستخدام وسائل كسرت النمط المعتاد؛ لخلق الرغبة لدى المتلّقي في مشاهدة التصاميم التي تؤثّر في الإطار الذهني، وبتلقائيّة وبديهيّة عالية مثلما أنّ اختيار الكلمات بعناية والحرص على جعل الحديث مشوّقاً وممتعاً، وعدم تكرار المواضيع، ومواكبة الأحداث بدقّة، والتدقيق بشكل مستمرّ عوامل ساعدت على شدّ انتباه الآخرين، ولفت الأنظار إلى (مركز القمر). فنّ رقميّ ما صفات ملاك الإعلام الرقميّ الذي اعتمدتم عليها في عمل توليفة جديدة تخدم المجتمع ثقافيًا ودينيًّا واجتماعيًّا؟ بما أنّ الثقافة الرقميّة باتت اليوم الركن الأساس في تحقيق التطوّر في مختلف المجالات، لذا فإنّه يُشترط على المتقدّم إلى العمل أن يكون ممّن أتقن فنّ التعامل الرقميّ، وأن يكون عارفاً ومتحصّنا بالثقافة العامّة، ومعرفة ما تتيحه التكنولوجيا له من تسهيلات خدميّة وإنتاجيّة، وبما أنّ أيّ مجال يحتاج إلى التطوّر ولربّما بشكل مستمرّ فإنّ (مركز القمر) قد وفّر الفرصة الكافية لتدريب الموظفين وتعليمهم لتحسين مستويات الأداء وإعداد ملاك مبدع. خطوات متسارعة في جميع جوانب الحياة الاجتماعيّة والفكريّة، ليتشكّل عقل جديد، فقد واجه الإنسان اليوم الآلة الإعلاميّة الضخمة عن طريق الإعلام الرقميّ، ووسائله المستخدمة في بثّ الرسالة الإعلاميّة، وإيجاد الحلّ الفكريّ الذي جاهد فيه الكثيرون في بحث السبل التي تساعد على حوار الحضارات.