إِليكَ يا قَلبِي

تبارك فاضل واجد/ ذي قار
عدد المشاهدات : 208

العديد منّا أتعبته الحياة، وتاه قلبهُ بعيداً عن الله بعد أن تهاوت عن مسكهِ جميع الأيدي، وتركهُ الجميع غارقاً في بحرِ أحزانه، يا عزيزي إنّي ناصحة لكَ عُد إلى رشدكَ فأنتَ تستحقّ الأفضل، ما هذا الاستنزاف لقوتكَ؟ توقّف عن مسك الأيدي التي لا تعيركَ اهتماماً، اغلق قلبكَ بإحكام واجعل مفاتيحه حبُّ الله، حينها لا أحد يستطيع أن يسيطر عليكَ، ستنعش قلبكَ وتَلمُّ شتات روحكَ التي طالما أغرقتها بالتفكّك والجروح، فالنفس تستحقّ أن تغمرها بالطمأنينة والأمل، ويتحقّق ذلك عندما تجعل في قلبكَ همّاً واحداً وهو حبُّ الله، حينما يحبّكَ الله سينعكس حبّهُ على نفسكَ ويكون بلسماً لأعماقكَ، ويحمي قلبكَ من أذى مَن حولكَ، ويرشدكَ إلى الصواب، فالعلاقة مع الله سبحانه وتعالى علاقة أبديّة لا وقتيّة، وهنا يتضح لنا أنّ كُلّ ما في الحياة من علاقات تكون خادعة ومصيرها تفكيك روحكَ وتحطيم قلبكَ، فحبّ الله جلّ وعلا كالسفينة إذا ركبتها نجوتَ من الغرق وإن تركتها غرقتَ في بحر الهموم، فأنّ الله إذا أحبّ عبده سخّر له الدنيا وما فيها، ويرتّب له حياته على أتمّ وجه، فقط ثق به، فحين تحبّه تُصبح علاقتكَ بالناس لطفاً وغيابهم ليس مضرّاً، فما أجمل الوقوف بين يدي الله تعالى، عندما تجثو على سجّادتكَ راكعاً وترفع أكفّكَ للدعاء وتناجي الله وقلبكَ مطمئن ودمعكَ يسيلُ شوقاً إلى الله تعالى، فمن هذا المشهد فأنتَ أعدتَ ترتيب حياتكَ، فأصبحت تفاهات البشر لا تجدي لكَ نفعاً، وخيالاتكَ التي ترسمها في بالكَ تأكدتَ من زيفها، فيبقى حبّ الله تعالى وحده متوهجاً في قلبكَ ومحاطاً بحنين أضلاعكَ.