سِمَاتٌ مُختَلِفَةٌ وَقَواسِمُ مُبهِرَةٌ... طَيفٌ جَوهَرِيٌّ فِي سَماءِ المُتَعلّمِينَ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 139

تباين متعدد الاتجاهات في الصفات المشتركة يشهده معظم الناس، وتنوع في الميول والقدرات واختلاف معدل الإمكانات النسبيّ بين شخص وآخر، فنرى تلك القدرات المتباينة في النواحي الشخصية المختلفة للفرد دون الآخر، فهناك النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والوراثية، وكذلك المزاجية وغيرها من الجوانب الأخرى، وتسمى تلك الاختلافات (الفروق الفردية) وعند تجوالنا في رحاب المؤسسة التربوية عبر إطلالة في أروقة الصفوف المدرسية لنتعرّف على صفات مَن يرتادها من طلاب العلم والمعرفة في مختلف المراحل الدراسيّة، سنجد أنّ هناك علامات مختلفة بين التلاميذ، فلا يوجد تلميذ يتساوى ويتشابه جذرياً مع أقرانه في كلّ الصفات سواء كانت جسدية أم صفة تختصّ بالسلوك الشخصي لكلّ منهما، ويمكن إضافة درجة الذكاء ومدى الاستيعاب للمناهج الدراسية أو اكتساب مهارة معينة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ جميع التلاميذ يمتلكون القدرات والطاقات، إلّا أنّ الفرق يكمن في الكمّ لا في النوع، فتختلف تلك القدرات بنسب معينة يعتمد وجودها على مقدار توافر البيئة والظروف المناسبة لارتقائها والبنية السليمة الخاصة بالصفات الوراثية؛ لأنّ جميع الناس يخضعون لقوانين سيكولوجية في أثناء التعلم، والنمو، والحركة، وتباين في بعض الصفات الجسمية كالطول والوزن والشكل والقدرة على بذل الجهد، وقد اقترح بعض التربويّين: في إطار الاهتمام بالفروق الفردية، ووصفها بأنّها (البنية الكلية الفريدة للسمات التي يتميّز بها التلميذ عن غيره من الأقران، وحالة داخلية تحاكي سلوكه وتعمل على استمرار هذا السلوك من أجل تحقيق هدف إيجابي)، وتأتي ثمار التوجيه الصحيح والأمثل لتلك الفروق بظهور استعداد فعّال نحو بادرة مفيدة ونافعة تُستثمر لإحراز مراكز متقدّمة في اكتساب الخبرات المعرفية والتربوية، مثلما تُسهم في إزالة القلق والتوتر، وتوظيف تلك الفروق وَفق حاجة المتعلّم إليها، منها الحاجة إلى الفهم واللعب، أو الحاجة الاجتماعية التي تتمثّل بشعوره إلى الانتماء والاستقلال والمساعدة، ويأتي دور المعلّم والإدارة المدرسيّة في كيفيّة التعامل مع الصفات والفروق الفرديّة عن طريق إعطاء التلميذ الفرصة الكافية للإجابة عن السؤال، وعدم إجباره على الإجابة من المرّة الأولى، وعند اكتشاف ظهور إحدى علامات التأخّر والبطء في استيعاب المعلومة المطروحة لدى هذا النوع من المتعلّمين، يعني ذلك حاجتهم إلى المزيد من الوقت للتعمّق في التفكير، وتطبيق استراتيجية تبادل الأدوار في الصفّ، وقاعة الأنشطة الرياضيّة والفنيّة، وإشراك التلميذ المتأخّر في ضمن مجموعة من الأصدقاء للعمل في ضمن فريق واحد، وتأتي أهميّة تحديد الفروق الفرديّة بين المتعلّمين لوضع أساليب وطرق مناسبة تساعد على رفع المستوى الأكاديميّ لديهم، وتهيئتهم في الإعداد المهني والوظيفي، واكتشاف المواهب والسعي إلى تطويرها في المستقبل.