الوَاجِبَاتُ المَدرَسِيَّةُ بينَ الضَّرُورَةِ وَالعَدَمِ

آلاء عليّ الغريباوي / النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 149

تمرّ أوقات عصيبة ومزعجة على الوالدين بصورة عامّة، وعلى الأمّ بصورة خاصّة ألا وهي موعد إنجاز الفروض المنزليّة (الواجبات المدرسيّة) بين نفور بعض الأولاد منها، وإلحاح الوالدين على إنجازها، فنجد أنفسنا في معادلة صعبة بين جني ثمار التعلّم، وبين تجنّب عيوب هذه الواجبات، فما الهدف الذي نرمي إليه من إنجاز هذه الفروض؟ وهل المجهود الذي يبذله أبناؤنا من أجل إنجاز هذه الواجبات يعود عليهم بالفائدة فيما يتعلّق بالجانب العلميّ أم أنّه إسقاط فرض ليس إلّا؟ يجب علينا أن نعلم أنّ مَهمّة التعليم لا تقع على عاتق المؤسّسات التعليميّة فقط، وإنّما هو مسؤوليّة الوالدين أيضاً، ابتداء من اختيار المدرسة ومتابعة المستوى التعليميّ للأبناء ومراقبة سلوكيّاتهم في البيت وخارجه, لكي يكون هناك ثمرة لتعب الوالدين والملاكات التعليميّة، ويجب المحافظة على إنجاز الواجبات المدرسيّة، مع تحسين طريقة التعامل معها، وتطبيقها بالصورة التي تناسب مستوى الطفل وقدرته على التعلّم. ليس من الضروريّ ترك الواجب المنزليّ حيث يمكن عن طريق هذه الواجبات أن يتعلّم طفلكِ العلوم واللغات والتاريخ وغيرها من العلوم, لكن في الوقت نفسه من الممكن أن يستقطب طفلكِ بعض المعلومات عن طريق بعض العلاقات الاجتماعية، والقصص والتجارب والأنشطة الأخرى، فنستنتج من ذلك أنّه مع أهميّة الفروض المنزليّة إلّا أنّها ليست السبب الوحيد لتفوّق طفلكِ. وقد أُجريت العديد من الدراسات بشأن هذا الموضوع، ومنها دراسة أُجريت عام 2006م في جامعة (ديوك) لأستاذ علم النفس (هاريس كوبر) تبيّن أنّ للواجبات المدرسيّة العديد من الإيجابيّات والسلبيات، وهي كالآتي:- الأمور الإيجابيّة تتلخّص في: الواجبات تحسّن من مهارات الطفل في إدارة الوقت وتنظيمه وتُسهم بشكل كبير في زيادة قدرة استيعاب الطفل للدروس والموضوعات الجديدة, وتساعد أولياء الأمور على معرفة المستوى العلميّ لأبنائهم، وتبيّن لهم مدى استيعابه, إضافة إلى أنّ تدريس الأهالي لأبنائهم في البيت يساعد الأهل على معرفة الموضوعات التي يتلقّاها أبناؤهم في المدراس. ولكنّ الأمر لا يخلو من الجوانب السلبيّة من قبيل:- الإرهاق والتعب الذي يظهر مع مرور الوقت نتيجة لكثرة الواجبات، أو لضعف مستوى الطفل مثل الصداع وآلام البطن واضطرابات النوم, فالضغط النفسي الذي يقع على الأطفال نتيجة لكثرة الواجبات أو بسبب إجباره أحياناً على أداء الفروض من قِبل والديه يؤدّي إلى نفور الطفل من العلم نفسه، ويقضي على فضولهم الفطريّ للتعلّم, إضافةً إلى أنّها في بعض الأحيان تجعلهم يركّزون فقط على إنهاء هذه الواجبات حتى بالطرق غير التقليدية والصحيحة، كالخداع و الغشّ، سواء بمفردهم أو بمساعدة آبائهم. وأخيراً الواجبات المدرسيّة ضرورية لإكمال المسيرة التعليميّة؛ على أن تكون معتدلة، بلا إسراف ولا تقيّد، بل بالالتزام وفق السنّة النبويّة الشريفة وتعاليم أهل البيت(عليهم السلام) وقد جاء في كتاب الله العزيز: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)/(المجادلة: 11).