المُوَاجَهَةُ فِي زَمَنِ كُورُونا

فاطمة محمود الحسينيّ/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 209

اختلفت المسمّيات من فيروس (كوفيد-19) إلى الجائحة أو الوباء أو الكابوس أو الخطر أو العدوّ الغامض، ومع توالي الأخبار لانتشار فيروس (كورونا) في معظم بلاد العالم حاصداً أرواح الآلاف من البشر، إلّا أنّ الأمل في إبطاء انتشاره أو إيجاد علاج له كان ضعيفاً. وبسبب جائحة (كورونا) فإنّنا نشهد تغيّرات يوميّة، ونتيجةً لذلك نشعر بالضغط النفسيّ وبمجموعة من المشاعر السلبيّة مثل الحزن والقلق والخوف، وكلّ هذه المشاعر هي استجابات طبيعيّة للتغيّر، وإنّ مشاعر الخوف والقلق خطيرة جداً؛ لأنّها لو تمكّنت من الإنسان لقتلته أكثر من المرض نفسه؛ لأنّه عندما يتغلغل الخوف والقلق داخل الإنسان سينكسر البروتين في جسمه، ممّا يزيد ارتفاع ضغط الدم، ثمّ تضعف المناعة عنده، وعند نقصان المناعة يتمكّن منه أي فيروس بسيط، ويسبّب بذلك أمراضاً كثيرة. ويمكننا التغلّب على هذه المشاعر السلبيّة من الغضب والشكّ وعدم الارتياح والإحباط الذي نعاني منه. ويمكن عدّ هذا التغيّر تحدّياً إيجابياً، ومن الأمور التي تقلّل أو تساعد على التخلّص من الضغوطات النفسية هو اتباع التعليمات الآتية: ممارسة الرياضة والتدريب بانتظام. تناول وجبات صحيّة ومتوازنة من الخضروات والفاكهة التي تحتوي على فيتامين c. أخذ قسط كافٍ من النوم وتجنّب الإرهاق والتعب والتدخين. الحفاظ على الروح المعنويّة والإيجابيّة عن طريق أداء الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن. البقاء على اتصال مع الآخرين، والبوح بمشاعر الخوف لصديق مقرّب، أو لفرد من أفراد العائلة لتجنّب التوتر والقلق. تجنّب سماع الأخبار المروّعة والمفزعة والتركيز على الأشياء الإيجابيّة. أخذ المعلومات أو الأخبار من مصادر موثقة كوزارة الصحّة والأطباء والملاكات الصحيّة. ممارسة التأمّل، والتحرّر من المشاعر السلبيّة. علينا أن نُدرك أنّ العالم كلّه يواجه هذه التحدّيات، وأنّنا لسنا لوحدنا مَن يعاني، وأنّنا كلّنا نشترك في تلك المشاعر. وأخيراً لعلّ هذه الجائحة رسالة من الله تعالى إلى العالم، وهي أنّ الإنسان خُلق ضعيفاً غير قادر على مواجهة أصغر المخلوقات التي لا تُرى بالعين المجرّدة، وهذه الطبيعة الفطريّة وضعها سبحانه وتعالى في الإنسان للجوء والإنابة إليه في كلّ الظروف والأوقات، في الشدّة والرخاء، وهو القادر القهّار المقتدر يُخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن الكَرب إلى الفرج، ومن الشدّة إلى الرخاء، ومن العسر إلى اليسر، وهذه كلّها وعود رحمانيّة إلهيّة تعد بالفرج والرحمة، وهذه المحنة أو الجائحة لعلّها دعت البعض إلى التفكير بأنّ الإنسان لا شيء من دونه الله سبحانه وتعالى. وهذه فرصة مثمرة لمحاسبة الإنسان نفسه، والصحوّ من عالم الغفلة، والعودة إليه قلباً وقالباً، فهنيئاً لـمَن اتّعظ لباقي حياته.