المَرأةُ بَينَ الدّستورِ والشَّريعَة_حق اكتساب العلم والمعرفة

زينب شعيب
عدد المشاهدات : 114

قال تعالى في محكم كتابة: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)/ (فاطر:28)، وقال تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وقال النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله): "من سلك طريقا يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا إلى الجنة".(1) وكثيرة هي روايات أهل البيت (عليهم السلام) حول العلم والتعلّم وحث الإنسان على العلم والمعرفة، وكما نتحدث في كلّ مرة من أن أسلوب الخطاب القرآني وأهل البيت (عليهم السلام) لم يكن موجهاً للرجال دون النساء.. بل العكس وفي مجال العلم أن المرأة لم تطالب بأن تتعلّم وحسب، بل أن تُعلّم ذلك عن طريق الأمثلة النموذجية للنساء المسلمات ونساء أهل البيت (عليهم السلام) فأقرب ما نرى من الأمثلة أن الحجة على الحجج وعلى أهل البيت (عليهم السلام) الزهراء البتول (عليها السلام) كانت تعلّم النساء وتفقه الرجال؛ ذلك لأن علمها كان يفوق حتى علوم الرجال سوى النبي (صلى الله عليه وآله) وربّما كانت تكافئ الإمام علياً (عليه السلام) في علومه ومعرفته والله أعلم هنا.. فالعلم حقّ من حقوق المرأة، ولابدّ من المطالبة بهذا الحق والسعي لنيله، وأن نيل العلم بواقع الحال هو متاح وسبله ميسرة نسبياً، ولا ننسى ما ورد في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) عند تفسيرهم القرآن الكريم من أن النفس وسائر أعضاء الإنسان وجوارحه وروحه ستحاسبه يوم القيامة إذا ما قصر عنها.. وباعتبار أن العلم غذاء العقل والروح، وهو قالب لسلوكيات الإنسان، فإنّ العقل والروح، سيحاسبان الإنسان، إذا ما كان قادراً على تلقي العلم ولم يتلقه أو قصّر فيه، والنتيجة أن المرأة تعرّض نفسها واقعاً للمحاسبة إذا ما هجرت العلم والتعلّم والتعليم، أما العلم فهو السؤال عن كلّ منفعة في ضمن دستور الإسلام ونفع الآخرين، وأمّا التعلّم هو إرادة اكتساب هذه المهارة العلمية والمعرفية، وأما التعليم فزكاة العلم نشره، والعمل بنية صادقة في سبيل نشر العلم والمعرفة والفائدة من هذه العلوم المعرفية هو تعليم.. وهذه من الحقوق الشرعية للمرأة إذ حثّ عليها القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام)، فأما لو كانت لهذه المرأة قدرة على نيل العلوم والمعرفة بشكلٍ أوسع ليس لأحد الحقّ بمنعها، فإن الله لا يكلّف نفساً إلا وسعها، وما دام الله تعالى قد منح هذه الحواء قدرة التعلّم واكتساب المعرفة، فهو قد كلّفها بما أوجده فيها من قدرات، ومن واجبها تجاه هذه القدرات الاهتمام بها وتغذيتها بالعلم والمعرفة وعدم إهمالها. ................................ (1) ميزان الحكمة: ج3, ص373