تَتوِيجٌ مَلائِكِيّ فِي امبِرَاطُورِيَّةِ الخَيْر
توّجت الأمانة العامّة للعتبة العباسيّة المقدّسة (2223) مكلّفة من محافظة كربلاء المقدّسة في حفل لبلوغ سنّ التكليف، عِبْر مشروع أطلقت عليه (تكليف الورود الفاطمية)، الذي نظمته شعبة الخطابة الحسينيّة النسويّة التابعة لقسم المعارف الإسلامية في العتبة العباسيّة المقدّسة وبالتعاون مع مديرية تربية كربلاء المقدّسة هذا العام وتحت شعار (بنور الزهراء اهتدينا)، بمشاركة (50) مدرسة توزّعت بين مدارس المركز والأحياء والقرى والأرياف، ويأتي ذلك حرصاً من الأمانة العامّة للعتبة العباسيّة المقدّسة على إشعار الفتيات بأهميّة مرحلة سنّ التكليف الشرعيّ من سنوات عمرهنّ ومعرفة مسؤولياتهنّ وواجباتهنّ الشرعية. الاحتفال الذي استغرق إعداده أكثر من شهرين من العمل المتواصل والمستمر من قبل شعبة الخطابة تضمّن منهاجه عدّة فقرات أهمها: محاضرة عن الحجاب وأهميّته للفتاة، والقراءة الصحيحة لسورة الفاتحة، إضافة إلى دروس في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) والاطّلاع على أحاديثهم وربطها بالواقع، كذلك الدروس الفقهية والعقائدية بما يتلاءم مع كلّ عمر، وأداء مراسيم الصلاة بصورة جماعيّة. وقد شمل المنهاج إقامة احتفال في كلّ المدارس وَفق جدول زمني بدأ من ليلة ولادة الصديقة (عليها السلام) حتّى ليلة ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وتمّ توزيع إحرام الصلاة على المكلّفات، واختتم الحفل بالتكريم المعنوي للمكلفات من بركات أبي الفضل (عليه السلام) فضلاً عن توزيع المنشورات التي تحثّ على الحجاب وتعلّم الصلاة وغيرها من الأمور العباديّة بأسلوب مبسّط. وتحدّثت معاونة مسؤول شعبة الخطابة النسويّة السّيّدة تغريد عبد الخالق التميمي قائلة: استطعنا أن نصل إلى أغلب المدارس وبخاصّة الواقعة في القرى النائية التي لم تشهد إقامة فعاليات كهذه، وأضافت: تتأمل القائمات على هذا المشروع في السنين اللاحقة أن تتّسع رقعته ليشمل مدارس أكثر وهو يأتي تزامناً مع ولادة السّيّدة الزهراء(عليها السلام) مما يتيح الفرصة للاحتفال والاحتفاء بالطالبات البالغات سنّ التكليف الشرعي. كما أشارت التميمي: أنّ هذا المشروع فتح قنوات التواصل مع إدارات المدارس في سبيل الاطلاع على أحوالها وإقامة فعاليّات وأنشطة مستقبليّة. وشهد هذا المشروع أصداء إيجابية واسعة، وقد ثمّنت إدارات المدارس المشاركة هذه الخطوة التي خطتها العتبة العباسيّة المقدّسة بإقامتها مشروع كهذا، إذ ينبئ عن مدى اهتمامها بالجيل الناشئ وبخاصّة الفتيات، والعمل على تثقيفهنّ وتوعيتهنّ بما يتلاءم مع مدركاتهنَّ العمرية. وعبّرت مديرة مدرسة النماء الست رغد قائلة: نحن نرى اليوم طالبتنا كالطيور تحلّق فرحاً بهذا الاحتفال. فيما أثنت الست أمّ علي مديرة مدرسة العدالة بقولها: كانت مبادرة رائعة، ونتقدّم بالشكر الجزيل للأمانة العامّة للعتبة العباسيّة المقدّسة. إنّ تكليف الفتيات يعدّ من أهم الأيام وأجملها للفتاة لدخولها مرحلة جديدة من حياتها وهذه الاحتفالات تعطي دافعاً قوياً وكبيراً للفتاة للتمسك بالتعاليم الإسلاميّة، وإنّ تلك الخطوة ليست بالأمر الجديد من قبل الأمانة العامّة للعتبة العباسيّة المقدّسة فهي سبّاقة لإقامة مثل هذه الاحتفالات لبناتنا العزيزات؛ كيوم تشريف وسعادة وأمل إلى الأبد.