رياض الزهراء العدد 163 لنرتقي سلم الكمال
(قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)(1)
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ( (التحريم:٦). تُخاطب الآية الكريمة المؤمنين والمؤمنات في كيفيّة الوقاية مِن النار والتعامل مع الفتن والابتلاءات الدنيويّة، وتهذيب الأنفس، وتهيئة الأجواء الصالحة للعيش الرغيد والابتعاد عن الرذيلة في كلّ زمان ومكان. لا تقتصر حقوق الأبناء على توفير المسكن والمأكل، بل من الضروريّ تربية نفوسهم وتغذيتها بالأصول والتعاليم الإسلاميّة، وتبرز هذه المسؤوليّة أكثر وتكتسب أهميّة خاصّة في العصر الراهن لاجتياح المجتمع موجات من الفساد والضلال، لذا نحتاج إلى وضع برنامج دقيق ومدروس لتربية العائلة. وفي البداية نسلّط الضوء على أسباب الانحراف، وهي كالآتي: 1. التفكّك الأسريّ. 2. ضعف الوعي الثقافيّ. 3. وسائل الإعلام المعادية التي تحاول تحطيم الشباب، وتكريس فكرة أنّ الإسلام مقيّد للحريّة. 4. أصدقاء السوء. 5. الفقر. 6. الابتعاد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وغيرها من العوامل. فأحد الشباب الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشرة يروي أنّه كان متفوقاً في دراسته، وسلوكه جيّداً حتّى تعرّف على صديق أكبر منه سنًّا فأخذه إلى إحدى المقاهي، فتعلّم تدخين السجائر ثمّ تدخين الأركيلة، وعادات سيّئة أخرى إلى أن وصل به الأمر أن تمّ الإمساك به مع عصابة يحاولون السطو على أحد البيوت. لو تأمّلنا قصّة هذا الشاب كيف أُستدرج إلى الرذيلة والسبب هو صديق السوء، وكان المفروض على عائلته متابعته ومعرفة أصدقائه، ولكنّ انشغال والده بالعمل، وعدم التفرّغ لرعاية ولده أدّى إلى هذه النتيجة. إنّ علاج السلوكيّات المنحرفة مسؤوليّة الجميع وعليه يجب مراعاة الآتي: 1. أسلوب الخطاب الدينيّ يجب أن يكون مؤثّراً في جذب الشباب إلى الالتزام بالتعاليم الإسلاميّة بما يتلاءم مع مرحلتهم العمريّة في الوقت الراهن. 2. إشراك الشباب في الأعمال الجماعيّة الطوعيّة؛ لكي لا يشعروا بالفراغ. 3. ضرورة تحاور الآباء مع أبنائهم في أمورهم الحياتيّة. 4. على وسائل الإعلام إعداد برامج تربويّة تُسهم في توجيه الشباب إلى الاستقامة. فالشباب هم ثمرات المستقبل، وأمل المجتمع وثروة الوطن، والإسلام جاء لإنشاء أمّة متكاملة تستهدي بنوره، والابتعاد عنه هو أساس جميع ألوان الانحراف والانحطاط. .................. (1) (التحريم:6). ------------------ أجوبة موضوع: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) ج١: الصبر الجميل: هو أن تصبر وقلبكَ يقول الحمد لله. ج٢: بعزائم الصبر وحسن اليقين. الأسئلة: س1: رُوي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: " أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال..." ماهي؟ س2: أكملي بيت الشعر الآتي: حرّض بنيكَ على الآداب في الصغرِ كيما........