إِذَاعَةُ الكَفِيلِ: مَصدَرُ الرَّسَائِلِ التَّوعَوِيّةِ في ظِلِّ جَائِحَةِ كُورونا

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 188

في إطار الجهود الحثيثة والمساعي الدؤوبة التي تقوم بها العتبة العباسيّة المقدّسة لاحتواء جائحة فيروس (كورونا) المستجدّ، برزت أدوار العديد من المؤسّسات الإعلاميّة المختلفة؛ وذلك بهدف نشر الوعي بين أفراد المجتمع في سبيل التصدّي لجائحة (كورونا) التي اجتاحت العالم، وفي هذا الإطار حملت إذاعة الكفيل/ صوت المرأة المسلمة من العتبة العباسيّة المقدّسة على عاتقها مَهمّة تقديم الرسائل التوعويّة عبر أثيرها. قامت الإذاعة بتكثيف دورها في هذا الشأن في ضمن حملة التصدّي والتوعية بشأن جائحة (كورونا) وتأثيراتها، من أجل إيصال آخر المعلومات وأهمّها حول تطوّر الوضع الوبائي، وتعريف الناس بهذا الفيروس وكيفية التعامل معه، وأهمّ الإرشادات الوقائيّة والإجراءات الصحيّة المتّبعة، وتعريف الجمهور بالمفاهيم التي انتشرت مع انتشار فيروس (كورونا) مثل التباعد المجتمعيّ والجسديّ والنقل المجتمعيّ، مثلما كثّفت الأخبار، ونشرت المعلومات المتعلّقة بالجائحة عبر تقارير وفواصل تقدّم أهمّ المستجدّات في هذا الجانب. التقت رياض الزهراء (عليها السلام) بالسيّدة رؤى عليّ/ مسؤولة إذاعة الكفيل، فكان الحوار الآتي: منذ بدء تفشّي فيروس (كورونا) وانتشاره في مختلف أنحاء العالم انبرت إذاعة الكفيل شأنها شأن وسائل الإعلام الأخرى في ممارسة دورها الرياديّ في رفع سقف الوعي المجتمعيّ بمخاطر المرض عن طريق الخطاب الموجّه إلى جميع أفراد المجتمع الذي تضمّن طرق التعريف بالفيروس، ووسائل الوقاية والعلاج عَبر برامج إذاعيّة مباشرة منوّعة وفي مقدّمتها برنامج (صباح الكفيل) و(أمسيات النور) اللذيْن يُعدّان عصب الإذاعة، إذ ركّزت حلقاتهما على غرس ثقافة الحوار والتفاهم وتبادل الآراء بين أفراد الأسرة، وترويض النفس على الحِلم وعدم العصبيّة والانفعال، وكسر حدّة الملل في ظلّ الجائحة بتنويع الأنشطة في المنزل، سَواء كانت بقراءة الكتب المفيدة أو برامج هادفة أخرى، أو التسلية واللعب والأنشطة الرياضيّة ونحوها. وللبرنامج القرآنيّ المباشر (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) دور بارز في حثّ الأُسَر على ضرورة التزوّد بالتوكّل واليقين والصبر وحسن الظنّ بالله تعالى، والحرص على مرضاته بأداء حقّه وحقوق عباده عن طريق التدبّر في آيات كتاب الله العزيز، وإهداء الختمات المباركة لأهل البيت (عليهم السلام) من أجل شفاء المرضى، وكان للبرنامج الصحّي (نبض الصحّة) المعدّ بالتعاون مع مستشفى الكفيل التخصّصي ودائرة صحّة كربلاء دور كبير في استنهاض روح المسؤوليّة واحترام الإجراءات والتدابير الوقائيّة التي أعلنت عنها الجهات الرسميّة، ودعم الأطقم الطبيّة والتمريضيّة (الجيش الأبيض) العاملة في الخطوط الأماميّة للدفاع عن البشريّة عن طريق استضافة العديد من الأطباء والجهات المعنيّة للحدّ من انتشار وباء (كورونا). ومثلما لا يخفى على أحد أنّ لبرنامج (منتدى الكفيل) الدور الكبير في عرض الكثير من المحاور التي تَعنى بالأسرة في ظلّ الجائحة، ومناقشتها مع عدد كبير من أعضاء المنتدى، إضافةً إلى الكثير من موادّ البثّ الإذاعيّة من برامج تسجيليّة ومباشرة ومواد إعلانيّة ومشاهد تمثيليّة، كان لها الأثر الأكبر في توجيه أسرنا الفاضلة وتحصينهم نفسيّاً واجتماعيّاً وصحيّاً من هذا الفيروس. وكان لموقع الإذاعة الإلكترونيّ مساحة طيّبة في نشر الوعي الصحيّ كمركز الكفيل التخصصيّ للاستشارات الأسريّة إذ أسهم بشكل كبير في نشر الإعلانات التوعويّة والفيديوهات الصحيّة الإرشاديّة التي ترشد الأسرة إلى كيفية أخذ الإجراءات الاحترازيّة للوقاية من الإصابة، كذلك استقبال الاستشارات النفسيّة والصحيّة وعرضها على الأخوات المستشارات... وأضافت السيّدة رؤى عليّ: بمناسبة إيقاد شمعتها الثالثة عشرة وفي ظلّ الوضع المتمخّض عن الجائحة ارتأت الإذاعة بأن يكون (دور الإعلام السمعيّ في إدارة الأزمات الطارئة، جائحة كورونا أنموذجاً) شعاراً لورشتها الإلكترونيّة التي أقيمت بهذه المناسبة عبر تطبيق (زووم)، وتمّ التركيز على دور الإذاعة في تغطية الأحداث المجتمعيّة الطارئة، وبيان كفاءة الإعلام النسويّ الملتزم في إدارة الأزمات، وكيفية توعية المتلقّي بالكثير من المسائل الحياتيّة الخاطئة، إضافةً إلى الدور الكبير الذي أدّته إذاعة (الرياحين) صوت الطفل المسلم من تقديم ومضات معرفيّة للطفل في عزّ جائحة (كورونا) عَبر برامج الإذاعة المنوّعة تماشياً مع أحداث الواقع الاجتماعيّ والصحيّ والنفسيّ الذي يعيشه أبناؤنا الصغار في ظلّ الجائحة. بعد ذلك توجّهت رياض الزهراء (عليها السلام) إلى الستّ فاطمة المدنيّ/ منتسبة في الإذاعة التي أوضحت قائلة: جهود حثيثة بذلتها إذاعة الكفيل في ظلّ جائحة (كورونا)، لا سيّما إنقاذ الواقع الصحيّ وحماية أفراد المجتمع، والحدّ من انتشار فيروس (كورونا) عن طريق ما تعرضه من برامج توعويّة تُسهم في لفت انتباه المتلقّي إلى الكثير من التحذيرات الصحيّة التي عليه الالتزام بها؛ كي يعبر المرحلة الصعبة بسلام، وفعّلت إذاعة الكفيل/ صوت المرأة المسلمة منصّات التواصل الاجتماعيّ، إذ كان لها نشاط إلكترونيّ على الحساب الرسميّ لإذاعة الكفيل على تطبيق (فيس بوك)، وتمّ تفعيل الدور التثقيفيّ على الصفحة الخاصّة بها منذ بدء الجائحة إلى يومنا هذا، من قبيل نشر الملصقات التوعويّة والفيديوهات الصوتيّة الممنتجة، إضافةً إلى بيان الإجراءات الاحترازيّة التي ينبغي للفرد المواطن الإلتزام بها، حفاظاً على السلامة الجمعيّة، مع أهميّة التباعد الاجتماعيّ والالتزام بقرارات الجهات المعنيّة المرتبطة بالجائحة. وكذلك تقديم برامج تربويّة ثقافيّة فكريّة استثماراً لأيّام الحجر المنزليّ لكلّ من الأطفال، والشباب، والنساء، وكبار السنّ، مثلما قدّمت محاور عن آداب العزاء في ظلّ تفشّي الوباء، وإعداد حلقات خاصّة لبرنامج يومي (أمسيات الطفّ) و(زيارة الأربعين) عن بُعد، كذلك تمّ إعداد محور خاصّ في برنامج (أمسيات النور) لبيان بعض من الإجراءات الصحيّة الاحترازيّة في فقرة (احذري) وتقديمه، والتكافل الاجتماعيّ في منظور فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا. فضلاً عن الفواصل التثقيفيّة، وتوليف أغلب المحاور للحلقات والبرامج المباشرة بالوضع الصحيّ الراهن، مع بيان أهمّ الإجراءات والمشاريع التي قدّمتها العتبات المقدّسة بصورة خاصّة منذ بداية الجائحة، وكانت هناك نشرات إخباريّة تناولت أهمّ الإنجازات والمبادرات التي سعت إلى تقديمها العتبة العباسيّة المقدّسة خلال الأزمة الصحيّة العالميّة. صوت هادر وصل إلى قلوب المستمعين، تميّز بالمواكبة والتطوّر في كلّ البرامج التي يقدّمها، ليكون مصدراً من مصادر المعلومات التي يعتمدها المواطنون، إذ وصل إلى جمهور كبير ومتنوّع الثقافات وحقّق أهدافه المرسومة.