فَاطمةُ الجُزينيّة العَامِليّة

إيمان سعد
عدد المشاهدات : 584

فاطمة بنت الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي الجزيني العاملي، تُكنّى بـ (أم الحسن)، وتُلقّب بـ (ستّ المشايخ). وهي زبدة الخواص، وزينة أهل الفضيلة والإخلاص، شيخة الشيعة، وعَيبة العلم الباذخ، سيّدة رواة الأخبار، ورئيسة نَقلة الآثار. ذكرها محمّد بن الحسن الحرّ العاملي في أمل الآمل قائلاً: كانت عالمة، فاضلة، فقيهة، صالحة، عابدة، سمعتُ من المشايخ مدحَها والثناء عليها، تروي عن أبيها، وعن ابن معيّة ـ شيخه ـ إجازة، وكان أبوها يثني عليها، ويأمر النساء بالإقتداء بها والرجوع إليها في أحكام الحيض والصلاة ونحوها. وقال الشهيد الثاني (رحمه الله) في إجازته الكبيرة لوالد الشيخ البهائي الحسين بن عبد الصمد: ورأيتُ خطّ هذا السيّد المعظم ـ يعني تاج الدين بن معيّة ـ بالإجازة لشيخنا الشهيد شمس الدين محمّد بن مكي، ولولديه محمّد وعلي، ولأختهما أم الحسن فاطمة المدعوة بست المشايخ. وقد وهبت هذه السيّدة الجليلة ميراثها من أبيها إلى أخويها محمّد وعلي مقابل بعض الكتب، وكَتبت بهذا الشأن وثيقة وقّع عليها عدّة شهود منهم خالهم المقدّم علوان بن أحمد بن ياسر. وعند مطالعة ما كتبته ست المشايخ في هذه الوثيقة تَظهر بلاغتها وأدبها وتأدّبها، وحبّها للعلم وتعلّقها بالكتب العلمية، وهذا نص الوثيقة: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي وهب لعباده ما شاء، وأنعمَ على أهل العلم والعمل بما شاء، وجعل لهم شرفاً وقدراً وكرامة، وفضّلهم على الخلق بأعمالهم العاليّة، وأعلا مراتبهم في داري الدنيا والآخرة، وشهد بفضلهم الإنس والجان. والصلاة والسّلام الأتمّان الأكملان على سيّدنا محمّد سيّد ولد عدنان، المخصوص بجوامع الكلم الحسان، وعلى آله وأصحابه أهل اللسن واللسان، والساحبين ذيون الفصاحة على سحبان، وعلى تابعيهم ومَن تابعهم ما اختلف المديدان وأضاء القمران. أمّا بعد، فقد وهبتْ الستّ فاطمة أم الحسن أخويها: أبا طالب محمّدأ، وأبا القاسم عليّأ، سلالة السعيد الأكرم والفقيه الأعظم، عمدة الفخر، وفريد عين الزمان ووحيده، محيي مراسم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، مولانا شمس الملّة والحقّ والدين محمّد بن أحمد بن حامد بن مكي (قدس سره)، المنتسب لسعد بن معاذ سيّد الاُوس (قدس سره)، جميع ما يخصّها من تركة أبيها في جُزين وغيرها، هبةً شرعيةً ابتغاءً لوجه الله تعالى ورجاءً لثوابه الجزيل، وقد عوّضا عليها كتاب التهذيب للشيخ(رحمه الله)، وكتاب المصباح له، وكتاب مَن لا يحضره الفقيه، وكتاب الذكرى لأبيهم (رحمه الله)، والقرآن المعروف بهديّة علي ابن مؤيّد، وقد تصرّف كلّ منهم والله الشاهد عليهم، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان العظيم قدره، الذي هو من شهور ثلاثة وعشرين وثمانمائة، والله على ما نقول وكيل. ................................ أعلام النساء: ص 668.