رياض الزهراء العدد 163 لحياة أفضل
جَابِرُ الخَواطِرِ
كانت تتحسّس جنينها في كلّ ثانية، إنّها تشعر بنبضاته في جوفها، تضع يديها لكي ترتمي السعادة بين قدميها وهي تستشعر بركلات جنينها المنتظر، قاطعت النوم، فقد عاهدت نفسها على حرمان عيونها من النوم في سبيل جنينها، إنّها تنتظر أن ترى عينيه الصغيرتين اللامعتين، تلتمس من الوقت عذراً، فقد كانت أربع سنوات عِجاف من الفقدان، رأت النساء يخفين حملهنّ، لقد كانت تتألّم، تذهب إلى زوايا غرفتها المظلمة وتأخذ قميص طفل صغير كانت قد اشترته بالخفاء وتبكي، داعيةً ربّها أن يجبر بخاطرها المتناثر كقطرات المطر، ذات ليلة من الليالي شعرت بأنّ هناك شيئاً في جوفها، لم تصدّق نفسها ظنّت بأنّها تحلم، لتبادر شمس الصباح بالظهور، ركنت حزنها جانباً واستبشرت، ليأتي الخبر السعيد: أنتِ حامل، وفي جوفكِ جنين ينبض بالحياة. لا شيء أفضل من ترك الأمور لمسهّل الأمور ومدبّرها، فقد جبر خاطر زهرة لكثرة الأشواك القاسية في براري الحياة، فللّه الحمد جابر الخواطر.