رياض الزهراء العدد 163 لحياة أفضل
هَكذَا يَظهَرُ جِيلٌ وَاثِقٌ
يحلّ الخوف حينما تنعدم ثقة المرء بنفسه.. خوفه من الظهور، وخوفه من فعل ما يرغب به. يُسهم كلّ من المجتمع والأسرة في بناء الشخصيّة، ولكن لطالما كانت الأسرة ذات تأثير بالغ وواضح الأثر في شخصيّة الطفل عندما ينضج ويُطلب منه الاندماج في المجتمع والعالم الخارجي. وعندما نتحدّث عن دور الأسرة فنحن نقصد دور كلا الأبوين في خلق جوّ الأسرة المناسب من أجل تربية سليمة؛ فأجواء الأسرة الملائمة لبناء الشخصيّة القويّة والقادرة على مواجهة صعوبات الحياة ضروريّة جداً.. ومن أهمّ ما ينبغي على الوالدين تنميته في الطفل هو ثقته بنفسه التي يمكن تنميتها عن طريق منحه شخصيّة خاصّة ومميّزة.. وهذا لا يتحقّق إلّا عن طريق عدّة أمور مهمّة، أبرزها: تقوية إيمان الطفل بنفسه، وقدرته على الإبداع، ويتمّ عن طريق تعزيز نقاط القوّة لدى الطفل بتنمية مواهبه ودعمها بالتشجيع والتحفيز وكلمات الاستحسان. ويُضاف إليه تعليمه الاعتماد على نفسه وبشكل تدريجيّ، فلا ينبغي استمرار السيطرة عليه حتّى تنعدم شخصيّته.. وأولى الخطوات هي السماح للطفل باختيار الغذاء الذي يحبّه، والملابس التي يرغب بارتدائها.. فإذا ما مُنع الطفل من التصرّف لوحده وبَالغ الوالدان في التشديد على ذلك سيولد بداخل الطفل الخوف، كالخوف من خوض تجربة جديدة والتصرّف المستقّل، وهذا ما يقلّل ثقته بنفسه ويُضعف شخصيّته.. من جانب آخر فإنّ الإنصات للطفل أثناء حديثه، وتشجعيه على الدخول في النقاشات وإبداء رأيه عامل أساسيّ في بناء شخصيّة قويّة وواثقة.. وعن التشديد في العقاب والنقد وما يولّدانه من الخوف في داخل الطفل، يقول الكاتب الأمريكي في مجال التنمية والتحفيز "روجر فريتس": "مَن يتصرّف بدافع الخوف يظلّ خائفًا، ومَن يتصرّف بدافع الثقة بالنفس يتطوّر"، فحينما نمنح الطفل الشعور بالثقة به والحبّ والاحترام بدلًا مِن العقاب الشديد وما يولّده من تأثير سلبيّ فيه مستقبلًا سيطيعكَ لك أكثر وينمو بشكل سليم نفسيًا..