رياض الزهراء العدد 163 الملف التعليمي
الأُسرَةُ.. الرَّكِيزَةُ الأَسَاسِيَّةُ لِصِنَاعَةِ العُلَمَاءِ
للمدرسةِ دور مهمّ ورائد في قيادة العمليّة التربويّة والتعليميّة، وهي تمثّل الحديقة الغنّاء التي تضمّ شتّى أنواع المعارف والخبرات المتنوّعة والمفيدة ذات الإثراء المعنويّ الهادف، عن طريق سعيها الدؤوب إلى الارتقاء ببناء الشخصيّة الرصينة للمتعلّم الذي يكتنز بداخله جواهر اكتساب المعلومة، والأنشطة المتعددة تحت أفياء الإدارة المدرسيّة والملاك التربويّ الذي يحرص بدوره على توفير الإمكانات بالقدر المستطاع، فالمدرسة هي التي تحتضن التلاميذ في كافّة المراحل الدراسيّة ولمدّة طويلة، حيث الانطلاقة الأولى للتلميذ في المرحلة الابتدائية وصولاً إلى المرحلة الثانويّة لِما يُلقى على عاتقها من وظائف، وإشغال الدور الرئيسيّ في عمليّة التربيّة والتعليم وَفق خطّة منهجيّة تعتمد على اختيار المنهج الدراسيّ، وتوفير الكتب وتهيئة الصفوف والقاعات الدراسيّة واتّباع طرق التعلّم النَشِط، وتأمين المستلزمات الضروريّة، ويعدّ ذلك مجهوداً مباركاً وسعياً حثيثاً يقوم به ذوو الاختصاص، والقائمون على النهوض، وتطوّر السلسلة المعرفيّة العابقة بنور العلم، وتلك الجهود تضعنا أمام وقفة ثريّة تشير إلى الانتقال إلى الأسرة، وبيان دورها في المشاركة وتحمّل المسؤوليّة مع المدرسة، فالأسرة تمثّل قلب المجتمع وتعدّ أيقونة الحضارة وأصالة الوعي الثقافيّ عن طريق التنشئة الاجتماعيّة للأبناء وإعدادهم إعداداً تربويّاً يُثمر عن طريق غرس الأخلاق الحميدة، وحبّ الانتماء إلى الوطن، من أجل النهوض والرقيّ بالمنظومة التربويّة والتعليميّة، حيث يتوسّط لُبّها فئة المتعلّمين بوصفهم محور المواطنة الصالحة، والبوصلة العابقة بالمداد والأمجاد التاريخيّة للشعوب يشار إليها بالبنان، وتأتي أهميّة الشراكة للآباء مع المدرسة والعمل على تنمية شخصيّة التلميذ في تكامل وتوافق واتساق يسمح له بالانسجام والنموّ السليم بشكل مؤثّر ومباشر تأتي ثماره على مدى الإنجاز والتحصيل الأكاديميّ، وتتجلّى رعاية أولياء الأمور بالدعم العاطفيّ والتشجيع، والتواصل مع المعلّم والإدارة المدرسيّة عن طريق اللقاءات ووسائل الاتصال المتاحة، لتتّسع دائرة التعاون بينهم، ولتشكّل بارقة اجتماعيّة تأخذ صداها لتشمل بادرة تقويم سلوك الأبناء المتعلّمين، وإشعارهم بالمحبّة والاهتمام بغضّ النظر عن مستوى دخل الأسرة ووضعها الاجتماعيّ، وتتّخذ آليات تفعيل دور أولياء الأمور في ضمن التطوّر التربويّ أبعاداً جديدة تُتوّج بالمساندة والمتابعة المستمرّة، وإشعار المدرسة وإبلاغهم بأيّ مشكلة وعقبة وأعراض صحيّة تواجه التلميذ؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل بالشكل الأمثل، وإعطاء المعلومات اللازمة التي تخصّ أبناءهم الذين يحتاجون إلى رعاية خاصّة؛ لغرض التعرّف من قِبل المختصّ الاجتماعيّ والمرشد التربويّ على الحالة، والاستجابة لدعوة المدرسة، وحضور الندوات والاجتماعات والمناسبات والمعارض الفنيّة والأنشطة الرياضيّة، وتنظيم وقت الأبناء للدراسة، ومنحهم فسحة للترفيه والأعمال اليدويّة المحبّبة، وتبادل الآراء والمشورة في مَهام العمليّة التربويّة التي تنعكس على تحصيل التلاميذ، ورفع مستوى الأداء لديهم.