أَثرُ الإِيمَانِ في الأُسرَةِ

زينب ضياء الهلاليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 165

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( (آل عمران: 102) جاءت الرسالات والشرائع الإلهيّة لتربية الإنسان وبنائه، ووضع الحجر الأساس للبشريّة وهو الإيمان بالله وعدم الشرك به، وغرس الإيمان في النفس البشريّة يكون قبل غرس القِيم التربويّة الأخرى المحمودة، الإيمان هو الأصل الأول للتربية؛ لأنّ الإيمان بمنزلة القلب من الجسد، إذا فسد القلب فسد الجسد كلّه، الإيمان هو العقيدة الأساسيّة في الأسرة، وله آثار عظيمة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وعلى الأسرة ربط كلّ جوانب التربية بهذا الأصل؛ لأنّ التربية الحقّة هي عمليّة إعداد الإنسان وإنشائه وتوجيهه وإصلاحه وقيادته في مراحل الحياة المتعدّدة من أجل الوصول إلى النضج الفكريّ والأخلاقي والسلوكيّ لما له من أهميّة كبرى في حياته النفسيّة. وبما أنّ الأسرة هي أساس المجتمع، فيصلح بصلاحها ويفسد بفسادها؛ لأنّها هي التي تمدّ المجتمع بالأبناء، وهي المدرسة الأولى للفرد يتلقّى فيها التربية والقِيم، وتتشكّل شخصيّته المتوازنة فيصبح فرداً صالحاً نافعاً لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، فلا بدّ من أن تكون التربية الإيمانيّة بمفهومها الشامل تركِّز على معرفة الله (عزّ وجل) ، وترسيخها عند الأطفال منذ الصغر. وممّا يساعد على تقوية الإيمان لدى الأبناء هي النقاط الآتية: 1. إبعادهم عن تناول الحرام، وتعويدهم على تناول الحلال؛ فللتغذية أهميّة كبرى في نشأة الإنسان. 2. تأديب الأبناء عند الخطأ، وتعليمهم القواعد الدينيّة والآداب العامّة، وقد أكّد الإسلام على ذلك عن طريق حديث الرسول (صلى الله عليه وآله): "لئن يؤدّب أحدكم ولداً خير له من أن يتصدّق بنصف صاع كلّ يوم"(1) 3. تعليمهم الواجبات الدينيّة والفرائض منذ الصغر بأسلوب الترغيب يساعد على زيادة الإيمان في القلب، فالطفل في مراحل الحياة الأولى يملك القدرة على التقبّل والتلقّي، وهنا يكون على الوالدين تقديم المعلومات بشأن العبادة مثل الصلاة والصوم وغيرها من الواجبات عن طريق الأناشيد، وكذلك مجلّات الأطفال الدينيّة وغيرها من الأساليب المرغوبة عند الأطفال. هذه التربية ستؤدّي إلى إيجاد الصلة بين القلب البشريّ وبين الله (سبحانه وتعالى)، الصلة التي تجعل الفرد قريباً دوماً من الخالق، وقلبهُ متعلّق بالله دائماً، ويرجع إليه في كلّ الأمور الصعبة التي تدفع القلب إلى الرجوع إلى الله في كلّ لحظة، وتعدّ هذه هي القاعدة الرئيسة للتربية الإسلاميّة التي ترتكز على الإيمان والعقيدة، وتمنح الإنسان الطمأنينة، وتُطلق طاقته للبناء في الواقع بلا حيرة ولا قلق ولا اندفاع، وتخلق إنساناً صالحاً في المجتمع. ........................................... (1) بحار الأنوار: ج101، ص 95.