أَراهُنَّ واحِدَةً... بَناتِ الرِّسَالَةِ

رحاب سالم البهادليّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 182

السيّدة: فاطمة بنَتُ محمّد (صلى الله عليه وآله)، والسيّدة: زينب بنت عليّ ، والسيّدة: فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر (عليها السلام)، عليهنّ وعلى آبائهن أفضل التحايا والسلام. اختلف الزمان والمكان، والقاتل واحد: الحسرة على الأحباب وظُلم الضالمين. الأولى: فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) رسول الإسلام، قتلوها عندما منعوها من البكاء على أبيها، ولم يكتفوا بذلك، بل كُسرت أضلاعها، ولُطِم خدّها، وأُحرق بابها، وماتت من شدّة المرض والحُزنِ على أبيها وهي التي لُقّبت بأمّ أبيها. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):"يا عليّ ويلٌ لمَن ظلمها وويل لـمَن ابتزّها حقّها، وويلٌ لمَن هتك حرمتها، وويلٌ لـمَن أحرق بابها"(1) الثانية: زينب بنت عليّ بن أبي طالب (عليها السلام): أبوها وليّ الله الأعظم بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، قتلوا أخاها ومنعوها من دفنه، وإن بكت ضربوها، سُبيت هي ومَن معها من النساء، أخرجوها من ديارها إلى الشام حتّى ماتت من شدّة الحُزن على أخيها ومَن معه من أهل بيتها (عليهم السلام)، ومن ألقابها أمّ أخيها، وهي التي ورثت مصائب أمّها. الثالثة: فاطمة المعصومة بنت موسى بن جعفر الكاظم (عليها السلام): قتلها اشتياقها إلى أخيها والمرض الذي عانت منه في طريقها إليه (عليه السلام) وقيل دُسّ لهَا السُمّ، ألمّ بها المرض وأخذَ مأخَذهُ منها من شدّة الشغف إلى رؤية أخيها وإمام زمانها، وهكذا ماتت فاطمة المعصومة شوقاً إلى رؤية أخيها الإمام الرضا (عليه السلام)؛ تعدّ السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) عقيلة من عقائل الدوحة العلويّة النقيّة الطاهرة المطهّرة، وحفيدة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن أجلّ بناتها الطيّبات العفيفات، وقد شابهت السيّدة فاطمة المعصومة أمّها الزهراء (عليها السلام) كثيراً، بل حتّى أنّها شابهت عمّتها السيّدة زينب الحوراء (عليها السلام) بعدّة نواحٍ، منها: اشتراكهما في النسب العلويّ والفاطميّ، وكونهما أختْينِ لإماميْنِ معصوميْنِ، وشدّة ارتباطهما بأخويهما، فمثلما ارتبطت روح السيّدة زينب بأخيها الإمام الحسين  ارتبطت روح السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) بأخيها الإمام عليّ الرضا (عليه السلام) ومثلما خرجت السيّدة زينب مع أخيها الإمام الحسين  إلى كربلاء، خرجت السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) إلى خراسان لرؤية أخيها الإمام عليّ الرضا (عليه السلام)، فإنّ في تسميتها بفاطمة ووصفها بالمعصومة وكريمة أهل البيت (عليهم السلام) الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) دلالة على المقام الرفيع الذي بلغته هذه السيّدة الجليلة، وهي التي قال فيها أبوها موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) :"فداها أبوها" كرّرها 3 مرّات.(2) .............................. 1- بحار الأنوار: ج22، ص485. 2- حياة وكرامات فاطمة المعصومة: ج1، ص2.