رياض الزهراء العدد 163 منكم وإليكم
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( (1)
هناك قرب البحر ولوحدها ذرفت دمعة كادت أن تساوي البحر وهي دمعة، فكيف إذا ذرفت كلَّ الدموع؟ لا أدري لربّما تكون بحراً آخر فيلتقيان معاً، ليكون الهدف واحداً وهو صنع الحياة، فبداخلهما حياة وفوق سطحهما حياة، وكذلك لمَن يأتي بقربهما حياة، ولمَن يأتي ليطرح جمعاً من الأمنيّات والأحلام التي أوشكت أن تموت، وفي بعض الأحيان ليس الأمنيّات فقط، بل حتّى الأشخاص بل حتّى الحياة نفسها تموت فيهم. فلا تستغرب من ملوحة الماء أبداً واصغِ إليه، وستعرف كم يصنع من المستحيلات، فكن حذِقاً ومتأمّلاً فيما خلق الله تعالى، فكم هو عظيم جلّ اسمه، فهذه آياته تكلّمكم، فأنصتوا لعلّكم تشكرون.