رياض الزهراء العدد 81 لحياة أفضل
أَبناؤُنا جِيلُ المُستقبل_ 11
بعد أن تمّت مراسيم الولادة بدأت مرحلة جديدة للوليد، وهو إيصاله بالعالم الخارجي، وأول ما يكون هو علاقته مع أمّه، فهي التي كانت محتضنة هذا الطفل في أحشائها، فالآن صار ملاصقاً لها من حيث اهتمامها به اهتماماً تاماً، وذلك من الناحية العاطفية والمادية، فالطفل كان يتغذّى من دم الأم عن طريق الحبل السري، أمّا الآن فيتغذى مباشرة منها عن طريق الرّضاع، فيجب على الأم أن تتعرف كيفية الرضاع بالنسبة للوليد، وأن تعرف قيمة هذه النعمة الربانية التي رزقها الله لهذا الوليد، وأن أيّ حليب في العالم لا يمكن أن يغنيه عنه فإن الحليب الصناعي وإن كان نوعاً من الفيتامينات إلّا أنه ثابت غير متغيّر، بينما حليب الأم يكون متغيّراً بحسب حاجة الطفل للغذاء، ومتنوّعاً وحتى مناخيته تكون متغيّرة، ومن ثَمّ يكون غذاءً متكاملاً للطفل، وقد أكد الرسول (صلى الله عليه وآله) على الرّضاع، وقال: "ليس للصبيّ لبن خير من لبن أمه"(1)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "ما من لبن يرضع به الصبيّ أعظم بركة عليه من لبن أمه"(2) وهذا الذي أثبته العلم مؤخراً، حيث علت الصيحات من كلّ جانب تطالب الأم بعدم إهمال الطفل، وعدم الاتكال على الحليب المجفف، وقد جاء في كتاب موسوعة (صحة الطفل) ما هذا نصه: إن الأبحاث الطبية قد أظهرت أن للإرضاع مزايا عدّة، ولاشك أن الحليب الصناعي لا يشبه في تركيبه حليب الأم، وإذا أُعطي بكميات معينة قصيرة لطفلك فإنه يستطيع وقاية طفلك من أيّ التهابات؛ لأن جسمك يملك مناعة ضدّها، وهكذا فإن الطفل يكسب المناعة عن طريق حليب الأم. ............................ (1) مستدرك الوسائل: ج15، ص122. (2) الكافي: ج6، ص58.