تَمتَماتٌ فِكرِيــَّةٌ

خديجة عليّ عبد النبيّ
عدد المشاهدات : 211

جميعنا ممتلئون بأشياء تنزلق عن لوح القلب.. تنزلق ثم تعاود انغماسها فيه.. وإنّ كلّ ما يدور في فضائكَ الداخليّ هو ذاته ما يدور في الفضاء الخارجيّ.. كلّ الخيالات عن هذا الكون الفسيح هي موجودة حقًا.. هكذا أفهم كلام أمير المؤمنين (عليه السلام).. "وفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ". دائماً ما كنتُ أومن أنّ الأصوات.. الأحداث.. بل حتّى المشاعر تُحفظ في مكان ما في هذا العالم.. تُختزل ربّما على هيئة ذرّات غير مرئية مضيئة كانت أو معتمة.. لا شيء قابل للعدم فيه.. لاشيء.. لكنّ السؤال هو متى سيكون بمقدورنا استرجاعها متى ما أردنا؟ لأحد الشهداء: إنّكَ تستدرج هدوئي طويل البال، كخيطٍ فضّي ناعسٍ متقطّع ٍ مطرّزٍ في راية، وأجدني لابدّ من أن أكتب عنكَ وأنا لا أريد.. ما الذي كنتَ تراه في بلاد ما وراء السماء وأنتَ على الأرض حتّى يغمسكَ بالضوء ويطليكَ بالحبّ؟ يا بياض الأقحوان.. خذ عينيّ الزائفتين واستبدلهما بمحّارتين.. أو نجمتين.. أو بموجتين.. أو بقنديلين تائهين وضع فيهما بعض الزيت.. هل تحمل الغيوم الأحاديث إليكَ؟ أيّها المشدود للأخضر.. إنّ المشاعر الدخانيّة تصدم الفؤاد برقّة.. إنّها أشبه بأسراب الفراشات تطير من ناحية الصدور للصدور.. انظر إلى هذه السماء! كم هي بعيدة وقريبة في الوقت ذاته.. هي شعور عميق في قلب الكون.. السماء نبضة.. لذلك هي موطننا الأصليّ حينما نصير محض أرواح تلمع.. إنّ الوعي يؤلم! أن تستطيع أن تحلّل وترى نتائج الأفعال مسبقًا.. فتحزن مرّتين، أولّها قبل أن تحدث، والثانية عند حدوثها! وإنّ شفافيّة الروح متعبة، أن تمتلك تلك القوّة الهائلة في داخلكَ على الاستيعاب والشعور بالآخرين وكأنّكَ تضمّ أحزانهم وانكساراتهم إلى أحزانكَ وانكساراتكَ أنتَ.. تجعلها ماثلة أمامكَ تتحرّك حيّة على مسرح قلبكَ.. لا أدري لِمَ المقاطع المصوّرة المسجّلة التي تحتوي على كائنات تعذّب.. هي الأكثر مشاهدة كأن يعذّب أحدهم حيواناً، أو يقوم إنسان بإهانة آخر! أين المتعة في الساديّة هذه؟! العين هي الجزء المنير في جسد الإنسان المعتم الطينيّ، هاتانِ الكرتانِ الملونتان يظهر فيهما كلّ شيء، الخير والشرّ.. إنّ العيون عوالِم!