رياض الزهراء العدد 164 شمس خلف السحاب
قُرّة أعينِنا
هي قصّة اختبأت وراء غيوم البُعد منذ قرون، تتلوها الأجيال من زمن إلى زمن، تتبّعها الرواة فلم يظهر منها إلّا شعاع لامَس عقول بعض البشر فأدركوها وعرفوها، وتشوّقوا إلى رؤيتها لا تزال مبهمة الأوصاف ولو بانت لأضاءت الكون بأكمله، ولعمّ الأمن والأمان في المعمورة، ولراح السلام يعزف أنغامه العذبة في أرجاء أرواحنا، وصارت تلك الطرق المظلمة كشمس الصباح بإشراقها البهيّ ولتحقّقت كلمة الله(سبحانه وتعالى): (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)/(القصص: 5)، ما أجمل تلك الأطياف والنسائم بذكرها، نعم بذكر تلك الشمس التي احتجبت وراء الغيوم، هي شمس لغائب لم يخلُ منّا، يوجعنا غسوق الليل الذي لم يعطِ تلك الشمس حقّها، وظلّ فصل الشتاء غائماً بسحب سوداء وأصوات الرعد تقطع نياط قلوبنا، وطال الفجر بنا ولم تطلع الشمس بعدُ.