دَمعٌ ومُنَاجاةٌ

زينب خليل آل بريهيّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 131

كلُّ شيء يعودُ إلى الذاكرة بعد مُنتصف الليل.. وأَنا أَعدُّ الأيام التي حجبتني عن معرفتكَ.. أَبحث عن دربٍ يمحو الأسى فِي المسافات.. كُلُّ شيءٍ تُراب.. وأَنا أَقفُ تحت سمائكَ أَترقّب الغيوم.. وروحي مقفرة تنتظر بضع قطراتٍ من سمائكَ.. إنّني أقاوم الانطفاء بدمُوعي.. وبقلبي الذي انفصل عن جسدي! أَودُّ لو أَبوح إلى غريب عابر لا يُصغي.. بعدما تكوّمت على رأسي الغيُوم مُحملةً بثقل الأيام.. لم أستطع الهرب عند انقباض صدري.. قاومتُ الظلام بداخلي؛ لكنّهُ ترك ثقُوباً في روحي.. كغصنٍ مُنكسر ضائع في زحمة الضجيج.. كشمعةٍ انفجرت باكية خوفاً منَ الاختفاء.. خوفي من أَن أَنتهي بلا أَثر.. بعدما استحوذ حبر التفاصيل على يديّ.. ماذا أفعل حين يمرُّ الوقت بلا دمُوع! ربّاه.. أَنتَ تسمعُ صراخي الذي يخترق جدار السماء.. ماذا أصنع بعدما يرتحلُ الظلام؟ والمسافات إليكَ تمزّق روحي؟ إلهي.. أنتَ الأحنُّ والأقرب.. دُلّنِي عَلى مَلجأ يَحتضنُ ظُلمتِي! أَودّ لَو أدفنُ وَجهِي فِي سَمائِكَ.. يا أمانِي.. ربّاه..