تَحدِيّاتُ كُورُونا إلكْترونيّاً وَفقَ خُطَّةِ الـ (365) يوماً لِمَرْكَزِ الثَّقَافَةِ الأُسَرِيّةِ

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 181

على الرغم من حداثة عمره، يعدّ "مركز الثقافة الأسريّة" أحد المراكز النسويّة المهمّة في العتبة العباسيّة المقدّسة، وقد حقّق إنجازات لافتة كان آخرها مبادرة (أساليب الكتابة الأدبيّة)؛ وعن التخطيط والعمل بروح الفريق حدّثتنا السيّدة أسمهان إبراهيم/ مديرة مركز الثقافة الأسريّة. التميّز في الخدمة المقدّمة تواصل إدارة مركز الثقافة الأسريّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة تقديم الخدمات الاستشاريّة عن بُعد للمرأة في المجال الاجتماعيّ، فكيف استطعتم رسم استراتيجيّة المركز واستئناف الخدمات عن بُعد وفق تحدّيات فيروس (كورونا)؟ عنوان الهدف لعام 2020م هو استيعاب الأحداث بغضّ النظر عن التحدّيات، وهي أولى خطوات الاستراتيجيّة التي وُضعت في تقديم الخدمة، إضافةً إلى ضمان تحقيق رؤية المركز ورسالته في نشر الثقافة الأسريّة الإيجابيّة، ممّا استدعت الحاجة إلى تطوير الخدمات الاستشاريّة الإرشاديّة، وتعزيز العمل بها عن طريق فتح قنوات تواصل غير مباشرة مع المرأة، سواء كانت إلكترونيّة أو عبر برامج التواصل الاجتماعيّ بهدف توجيه الإرشادات والنصائح التي تساعد أفراد الأسرة على مواجهة هذه التحديّات، وتحافظ على استقرار المجتمع، وهذه الخدمات تُسهم في رفع مستوى الوعي للأُسر العراقيّة بشكل عام والأُسر الكربلائيّة بشكل خاصّ، ولا سيّما في ظلّ المرحلة الحاليّة التي تشهد عودة تدريجيّة لمختلف نواحي الحياة والتي تتطلّب وعياً صحيّاً واجتماعياً عالي المستوى من الجميع لتجاوز هذه المرحلة. الحصن المنيع "الأسرة" دائمًا وأبدًا هي المحور الذي يحظى باهتمام مركز الثقافة الأسريّة، فكيف استطعتم توفير مادّة ثقافيّة للمرأة مع التحدّيات الصحيّة والتحدّيات الاقتصاديّة والنفسيّة والاجتماعيّة؟ الأسرة هي نواة كيان المجتمع الذي تؤدّي فيه وظيفة التآزر والتكافل بوصفها أساساً للنظام الاجتماعيّ والاقتصاديّ في المجتمعات المسلمة، وهي النافذة المهمّة بالنسبة إلى مركز الثقافة الأسريّة التي عن طريقها يمكننا التواصل لإيجاد الحلول، فالمجتمع العربيّ يختلف اختلافاً جذرياً عن المجتمعات الغربيّة التي تسعى إلى الحياة الحرّة البعيدة عن القيود، بينما الأسرة المسلمة أسرة تعتمد في تكويناتها البيولوجيّة على الاهتمام بقِيم الطاعة والانضباط الاجتماعيّ، وهذا بحدّ ذاته هدف مهمّ في الاهتمام بالهويّة التي تترتّب عليها العديد من الخطوات الأخرى التثقيفيّة تِباعًا. المنهل المعرفيّ طالبة المدرسة هي من ضمن الفئات التي يعنى بها المركز، فما الاستعدادات التثقيفيّة التي سعيتم إليها؟ الاستعدادات معدّة لها مسبقًا وهي الممازجة بين الجانب التفاعليّ كالدورات والمحاضرات، والجانب الإلكترونيّ، لما للأنشطة التعليميّة من الملامح العامّة والمميّزة لموادّ التعلّم عن بُعد التي تُساعد على التعلّم النشط، وتشجّع الطالب على البحث والتفاعل أثناء عمليّة التعلّم، فمهما كانت طبيعة المحتوى فإنّها ستكون أكثر فاعلية إذا حفّزنا الطالبة ودفعناها لتكون متعلّمة نشطة إيجابيّة لا مجرّد مستقبل، وتؤدّي الأنشطة دوراً جوهريّاً في تحديد نواتج التعلّم، فهي تُحدّد كيف سيقوم الطالب بالاندماج مع المحتوى التعليميّ وبناء المعرفة، فكانت مبادرة (المنهل المعرفيّ) التي تضمّنت مسابقات بمثابة مقياس للاختبار الذاتيّ للإفادة من البرامج؛ لأنّ من أهداف المركز هو التقييم الذاتيّ الذي يبني شخصيّة الطالبة من أجل تحديد الأهداف. البحث عن الجوهرة (كتابي جوهرتي) في موسمه الرابع هو مشروع ما قبل كورونا، فكيف الحال ما بعد كورونا؟ وما استعداداتكم بوصفكم مركزاً للثقافة الأسريّة؟ إنّ اليد التي تمتدّ إلى المكتبة لتبحث عن كتاب ما هي عقل وفكر ووجدان، فلنقرأ كتباً من الحكمة والموعظة لنوقد نور الفكر شموعاً تبدّد ظلمة الجهل، ولهذا أطلقنا النسخة الرابعة من برنامج (كتابي جوهرتي) الذي يعدّه مركزُ الثقافة الأسريّة مناراً للنساء المؤمنات، ويقدّم لهنّ مجموعة من الأسئلة تركّز على مديات فهم الأخوات المشاركات، وإمكانيّة تطبيق ذلك في حياتهنّ اليوميّة. وهذه المبادرة هي امتداد لقِيم مستهدفة لتشمل إمداد أفراد الأسرة بالمهارات اللازمة لتطوير القدرات، وتمكينهم من تحقيق الابتكار والتفكير الإبداعيّ إضافةً إلى الحصول على خزين من المعلومات والتجارب الحياتيّة التي تُسهم في رُقي حياة الأسرة. براعم الكفيل الإلكترونيّ (الطفل) كيف رآه مركز الثقافة الأسريّة في مرحلة التباعد الاجتماعيّ؟ الطفل لا يزال هو الأرض الخصبة لفرصة الاستثمار التربويّ؛ لأنّه في ظلّ ظروف الأزمة الراهنة التي يمرّ بها المجتمع والأسرة، وضعنا بعين الاعتبار الحلول والأساليب المبتكرة للوصول إلى جميع فئات المجتمع عن طريق الحرص على اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصّة، واستخدام مخرجات آمنة وإيجابيّة بما يعزّز من قدرة المجتمع على التعامل مع التحدّيات الحياتيّة اليوميّة على أيدي ملاكات مؤهّلة وذوي خبرة في حلّ مشكلات الطفولة، فكان برنامج (براعم الكفيل) بنسخته الأولى الذي أُعدّ من قِبل لجنةٍ متخصّصة، وبما يتلاءم وأعمار المشتركين وبحسب كلّ فئةٍ عمريّة، حيث يضمّ فقراتٍ (دينيّة - أخلاقيّة - تربويّة – مهدويّة – علميّة – ترفيهيّة)، ممّا يساعد أولياء الأمور على استثمار وقت فراغ أطفالهم، وكسر الروتين الذي يعيشونه في ظلّ هذه الأجواء، ومساعدتهم على تجنّب الأشياء غير النافعة التي تعجّ بها مواقع الإنترنت. ويهدف البرنامج إلى: 1- تقوية جسور التواصل ما بين الأهل (الأمّ خصوصاً) وبين الطفل، لذلك وُجِّهت الأنشطة للأمّهات. 2- تعليم الطفل وتشجيعه على القيام بمجموعةٍ من السلوكيّاتِ التربويّةِ، والمبادئ والمعلومات الإسلاميّة، وتعريفه بسيرة أهل البيت(عليهم السلام). حزمة دورات إلكترونيّة خطوة حزمة الدورات الإلكترونيّة التثقيفيّة، خطوة اعتاد عليها مركز الثقافة الأسريّة في معالجة القضايا الاجتماعيّة، فما الاستعدادات التي وُضعت في ضمن أجندة التباعد الاجتماعيّ؟ (رحلتي في تربية أبنائي) هي عنوان لمبادرة المركز التي تهدف إلى تسليط الضوء على أساسيّات التربية الصحيحة للأبناء، وكيفيّة حلّ المشكلات التي تعاني منها الأمّ في التربية، وفهم السلوك البشريّ في تحقيق الاستقرار النفسيّ في الأسرة، ومعالجة القضايا الاجتماعيّة والتربويّة والنفسيّة في المجتمع. انتهى اللقاء بالحديث عن استحداث مركز الثقافة الأُسريّة منصّةً إلكترونيّة لتقديم الخدمات الإرشاديّة والتثقيفيّة لفئة النساء خاصّة، سعياً منه إلى المساهمة في تحقيق الاستقرار النفسيّ في الأسرة بواقع 738 استشارة في القضايا الاجتماعيّة والتربويّة والنفسيّة.