رياض الزهراء العدد 164 لحياة أفضل
الزَّهرَاءُ(عليها السلام) أنمُوذَجٌ وقُدوَةٌ لِكُلِّ النِّسَاء
أثناء تجوالي وتقلّبات أفكاري بين ثنايا تلك السطور التي تروي سيرة حياة امرأة لم تتجاوز العقد الثامن عشر من عمرها وعظمتها، تلك العبارات التي سطّرتها أيادي فطاحل العلماء كالشيخ باقر شريف القرشيّ في كتابه (حياة السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام))، والسيّد محمّد كاظم القزويني في كتابه (فاطمة(عليها السلام) من المهد إلى اللحد) وغيرهم الكثير، فضلاً عمّا نقلته روايات أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) في فضلها وجلال قدرها. استوقفتني وجعلتني أتأمّل طويلاً في ما كانت عليه تلك المرأة العظيمة من قوّة التحمّل والصلابة لكلّ ما جرى عليها بعد ارتحال الأب الحنون والرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الرفيق الأعلى، وما أجراه القوم عليها وعلى بعلها وذريّتها من سنن باطلة وادّعاءات ظالمة. وعلى الرغم من هذا الجانب المؤلم المليء بالمآسي والظلامات من حياتها الذي أذبل زهرة شبابها، لكن كانت أدوار حياتها المشرقة منهلاً عذبًا لكلّ الظِماء والأنموذج الأمثل للمقتدين. فقد كانت البنت المواسية والبلسم الشافي لجراحات قلب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الدامي من سهام الجاحدين الكافرين المفرطين في عدائهم له ولعترته(عليهم السلام). وكانت الزوجة الحنون وسيّدة الدار الجليلة، وقمراً يُنير بيت الإمامة، ومصدر البهجة والمحبّة والابتسامة المرسومة على شفاه الوصيّ، وكانت الأرض الخصبة لتثبيت أركان الشجرة الطيّبة، تلك الشجرة الثابتة، في الأرض أصلها، وفي السماء فرعها. كانت الأمّ الرؤوم للسبطين ريحانتي سيّد الأكوان، وحبيب الرحمن، وامتداد المختار الإمامينِ الهُمامينِ الحسن والحسين(عليهما السلام). فكانت ولاتزال قدوتي وقدوةً لجميع النساء أبداً ما بقينا وبقيت أيّامنا، نلهج بذكرها ونفخر باتّباعها.