رياض الزهراء العدد 164 لحياة أفضل
أُمّي نِعمَةٌ لا تُعَدُّ ولا تُحصى
أمّي نعمةٌ أنعم بها الله عليّ، نَعَم.. هي التي حملتني وهناً على وهن، أتعبتُ جسمها، وتعلّقتُ بقلبها وشاركتُها نبضها، ورقّ عظمها من أجلي، وما كان يهمّها ذلك. كان من أجمل ما مرّت به في حياتها إحساسنا المشترك، وروحانا المتعلّقتان ببعض، وسعادتها بضحكاتي ولعبي ومناغاتي معها، تسهر معي طوال الليل، وتسعى إلى راحتي في النهار، تُدفّئني بحنانها، وتسقيني لبنها حبّاً عذباً صادقاً. أمّي هي الأساس والعمود الفقريّ لبيتنا، دورها كبير في تربيتي، ولا عجب أن جمعت بين تربيتي وأداء واجبات المنزل، أمّي استلهمت عفّتها من فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وتصبّرت بصبر زينب(عليها السلام)، وآمنت بالله وحده لا تُشرك به أحداً، لا شيء يصعب عليها مهما كان، لها عند الله أرفع المقامات، حيث جعل الجنّة تحت قدميها ولا يردّ لها دُعاءها، مَن منّا يستطيع أن يردّ لها جميلها ولو جزءاً بسيطاً ممّا تفعله؟ مهما قدّمنا لها فهو قليل قِبال ما قدّمته هي لنا، أمّا المصيبة الكبرى هي وجود بعض الأشخاص الذين لا يكترثون للأمّهات، أتساءل ما الذي يفكّر فيه الشخص الذي لا يكترث لأمّه؟ فمنهم مَن يرمي بها في دار المسنّين، والبعض الآخر يرمي بها في الشارع! هل هذا هو البرّ الذي أوصانا به الله؟! تُرى ما السبب وراء هذا؟ هل هو سوء تربية؟ أم نسوا قوله تعالى في كتابه الحكيم: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)/(الإسراء: 26)، وهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان، أم قليل هم مَن يردّون الإحسان بالإحسان؟ أليس كلّ كلمة طيّبة بحقّها كفيلة بأن تكون لنا نافعة يوم القيامة؟ أليس دعاؤها يرفع عنّا مكروهات الحياة؟ شكراً لله على نعمة وجودكِ في حياتي يا أمّي، شكراً جزيلاً لكِ، شكراً بحجم الحبّ الذي في قلبكِ الرؤوف.