رياض الزهراء العدد 164 لحياة أفضل
إِشعَاعاتٌ نُورَانِيَّةٌ
هُناك شَذرات منَ الأحلام تُحلّق كسربٍ مِن الخَيال فِي مُنتصف الخَريف وَتتبع غايات وهميّة، هُناك بينَ الأرصفَة فراغات ضبابيّة تُمشّط السّماء بسحبٍ محمّلة بأمطارٍ منَ النجُوم، ومن بين أرصفة الحجارة المُتجمّعة بطريقة هندسيّة وكأنّها وُضِعت ليتدفّق السواد إلى الشارع.. وعن طريق طيّات مُبطنة بخيُوط الشمس التي تَبعث أشعّتها كلّ صباح لتَعكس قائمَة أمنيّات جديدة تُحلّق فوق سقُوف المنازل، تارةً تكُون محمّلة بالهمّ والغمّ والحُزن والدموع، وتارةً تتكوّم بشكل ظرف رسالة يحملُ سطُوراً من الحُبّ من شأنها أن تصنع فارقاً زمنيّاً في يوم أحدهم، وما هي إلّا قطرة في بحر الكلمات، تُسدّد لَكَمات تلاحميّة حاسمة، بِلا فَراغ ولا تسويف ولا تزييف ولا تضييع.. بواقعيّة مُفرطة، هُناك في نهاية الزقاق ثمّة خيال لإنسان مصمّم على الاستمرار في طريقٍ لا يُدركُ مُبتغاه، يواصلُ المسير والقفز والنطّ فوق أمواج الحياة، يعبثُ بدائرة الاتّهامات، والتحليلات والنظريّات، ودائرة الأصدقاء، ومُحيط العائلة، يَختفي خلف الاتّهامات، فَديدنهُ الفضُول، وملازمته لمسيرة الحياة، حيثُ تُحلّق الأرواح حيثما تشاء وأينما تشاء.. ولكِن خلفَ خطِّ الأُفق تَقبعُ سُلالَة رَماديّة تميلُ إلى المَغيب، إلى الغَرق فِي بحرِ البلايا وَالمصائِب التي تَحملُ بينَ طيّاتِها عُسراً وَيسراً مُبطّناً، هي من شَأنها أن تميّز الخَبيث من الطيّب.. وتَنثرُ ثورةً مِن النفُور وحالَة التأهّب الدائِم، لتصوِيب البوصَلة باتجاه الطريق السليم لمن كان يحملُ قلباً، فَتنقلبُ الموازين رأساً على عقب في طريق الالتواء، والاعوجاج، والانحراف عن جادّة الصواب، تُصيبُ الإنسان بنشوى الانتصار، والانقطاع عَن سُكريّات الحَياة التي يَراها كحبّة تُوت أو لوح شوكولاتة.. هُنا يُرفعُ المرء إلى مقامِ المستَوجبين الخير ليتمَّ معالجتهُ من الشوائب المُسببة لحالاتِ الشرور، وَتنقية شرايينه من مُلوّثات الإغراء والاعتناء بجسده، وتكوين نظام غذائِيّ يقُوم عَلى تَغذية الروح بالصبر، وعلاج الجسد بالتواضع، وتقوية النظر بالإحسان، وتهذيب السمع بآياتٍ من نُور تَوجّهاً وإخلاصاً لتوفيقه(سبحانه وتعالى).