رياض الزهراء العدد 164 الملف التعليمي
آليّةُ تَصحيحِ المَعلُومَةِ بأطُرٍ رَصينَةٍ وبَنّاءَةٍ
معلومات وإشارات تربويّة يتلقّاها الفرد في أثناء أدائه لسلوك فرديّ، وبيان حصيلة جهده ومساره ما هي إلّا إشارة تمهّد للفرد وتنبّئه بوجود نسبة من الثغرات التي تخلّلت مسيرة عمله، وتبيّن مقدار تقدّمه، ومقدار ما تعلّمه ومدى ملائمة اختياره للأنشطة والمسابقات، وتحقيقها للهدف في ضمن المبتغى والغاية للوصول إليه، حيث تشكّل تلك الومضات (التغذية الراجعة) وهي إحدى صور التفاعل بين المثير والاستجابة، وتأتي بمعنى آخر توضّح فيه العلاقة بين التوجيهات المتعلّقة بالأداء الذي يقوم به المتعلّم وطبيعة الأداء المُلقى على عاتقه من قِبل التربويّين، وتأتي نتائج مرحلة تطبيق تلك الاستجابات عَبر بوّابة التقويم عن طريق الوظيفة التقويميّة للسلوك الناتج عن المتعلّم، ممّا يساعد على تعديل بعض الإخفاقات التي وقع فيها، وفي الوقت ذاته يستطيع المتعلّم أن يتلقّى التغذية الراجعة عن طريق مصادر متعدّدة مثل المعلّم والزملاء في الصفّ أو المدرسة والكتاب المدرسيّ والكتب الخارجيّة الخاصّة بالمطالعة، أو مرجع علميّ ما، أو القاموس أو الأهل، وتعدّ تلك المصادر من جملة الأساليب والمعايير للتأكّد من سلامة سلوكه وصحّة انبثاق المعلومة الرصينة والموثّقة ليقارن إجابته بما ورد في تلك المراجع، وفي بعض الأحيان تعمل التغذية الراجعة على إتاحة الفرصة للمتعلّم في المرحلة الثانويّة للاعتماد على النفس والتأمّل في محطّات الأنشطة والانفعالات الصادرة عنه، ويقوم بتحليلها والتعرّف على جوانب القوة والضعف وتعزيزها، وتأتي هنا فائدة تعدّد المصادر المعتمدة للقياس والتعديل والإضافة وتنوّعها لما يناسب قدرات المتعلّمين ومراعاة الفروق الفرديّة بينهم عن طريق الاعتماد على مصدر فرديّ قد يقدّم وجهة نظر خاصّة ومقيّدة لا تحقّق التكامل مثلما تحقّقه المصادر المختلفة، وتأتي ثمار رَفد المتعلّم بالنتائج اليانعة لجهوده وتفاعله في بزوغ حزمة من خيوط الطمأنينة النابعة من تقليل القلق والتوتّر اللذين يحيطان به، وتُسهم في تعزيز نشاطه والتشجيع على المضي في عمليّة التربية والتعليم لمدّة طويلة، ومضاعفة الإبداع والعطاء وزيادة الدافعيّة والحركة المستمرّة في تحصيل المعارف والفنون والشعور بالكفاءة الذاتيّة، وتحمّل التلميذ للمسؤوليّة، واتّخاذ القرار في المستقبل، واكتساب المهارات اللازمة للنجاح، وتقبّل المعلومة والتركيز على فهمها بطريقة سلسلة، وفي الختام يمكننا القول إنّ التغذية الراجعة تتمحور حول الفعل لا الأشخاص؛ لتحفيز عمليّة تحسين التلميذ لسلوكه تجاه ما تمّ توجيهه إليه.