رياض الزهراء العدد 164 منكم وإليكم
مِعراجُ النُّفوسِ
ها هو الوعد قد حان, شوق وسلام، شكر وأمان, هُبّو عباد الله وسارعوا, هُبّوا فقد أُذِن لكم بمناجاة فريدة, وسارعوا إلى خالقكم يا مَن أثقلتم ظهوركم بالخطايا والذنوب. وفِرّوا إليه فقد حان اللقاء بربّ الأرباب ليمحو الآثام، هُبّوا إلى العفو، إلى المغفرة إلى الاطمئنان، ها هو موعد الخشوع والإنابة والدعاء والمناجاة، ها هو أوان التضرُّع والشكوى المجابة، هنا حياة الأرواح المنهكة، وبلسم النفوس المتعبة، هنا ملاذ المتّقين، وخلاص الموقنين وأنس المريدين، فقط لو تأمّلنا في صلاتنا قليلاً لوجدنا خيراً، وعطاءً لا يضمحلّان, بل ينموان ويسموان، فقط لو رعينا حرمتها وجئنا بها في أوقاتها خاشعين ضارعين متوجّهين إلى المنعم المُطلق لتكون نهراً يغسل أدران القلوب ويخفّف آلام الحياة، وتبقى الصلاة تهدي إلى الخير وتربّي للعبوديّة المخلصة، ولن يموت الإنسان فينا ما دُمنا نحافظ على أوقاتها ونطبّق مضامينها، فهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتعرج بنا نحو الحياة الباقية.