رياض الزهراء العدد 164 منكم وإليكم
المَرأةُ والغَزوُ الثَّقافِيُّ الغَربِيُّ
تحاول الثقافة الغربيّة جاهدة أن تستعمر المجتمعات الإسلامیّة بثقافتها عن طريق تسریبها إلى العقول الخاویة، وترید بذلك هدم أركان الدین الإسلاميّ ومحو معالمه في محاولة للهیمنة علی المسلمین، سواء من الجانب الماديّ والجغرافي كاحتلال الأراضي، أو عبر الاحتلال الفكريّ، وهو فرض السیطرة علی العقول، والنوع الثاني هو الأخطر؛ لأنّه یسلب هویة الفرد المسلم من حیث لایشعر، ویصبح منساقًا مع تلك الثقافات التي تلعب بحیاته، وتهدّد مصیرالأمّة الإسلامیّة، وتسلبه قدرة الدفاع عن الدین وعن الوطن؛ لأنّه باتّباع ثقافتهم یُصبح جزءًا منهم وليس غریبًا عنهم، ویدافع عن ثقافة الغربیّین وكأنّه واحدٌ منهم، وهذا هو الأصعب في مسألة الاحتلال الفكريّ. كان ولا يزال للمرأة دورها التربويّ والتعلیميّ في المجتمع الإسلاميّ الذي یفرض علیها مواجهة العوائق والتحدّیات الغربیّة التي تحاول شلّ حركتها نحو تحقیق مجتمع إسلاميّ متكامل والوصول إلى الهدف الإلهيّ المنشود. ومن تلك الجدران التي صنعتها أیدي الغلّ الغربیّة هو الغزو الفكريّ الذي يُعرف بالتمدّن والعصريّة، وما هو إلّا فساد محض زخرفه الغربیّون للمسلمین وزیّنوه لهم كي یتبعوهم من دون بصیرة. والمرأة المسلمة تسعى دائمًا وأبدًا إلى الدفاع عن دينها ومعتقداتها بكلّ ما أُوتیت من قوة وملكات وإمكانات. ولعلّ من أبرز تلك الإمكانات هو تحصیل العلم والمعرفة لتشخیص العوارض والموارد التي تصیب الأفراد في مجتمعنا، وتمنع كلّ مایؤدّي إلی خراب الأسس الإسلامیّة، مثل مولاتنا العقیلة زینب(عليها السلام) حین تغذّت العلم والمعرفة من أمّها وأبیها، واستقت أروع معاني العشق الإلهيّ، وبنت أركان فكرها التوحیديّ علی بُنی عقائدیّة متینة لا یقدر أحد أن یغیّرها. وسائل محاربة الثقافة الغربیّة عدیدة، وما علی المرأة المسلمة إلّا أن تتسلّح بسلاح العلم والمعرفة والوعي والإدراك لتشخّص مواقع الخطأ، وتصحّحها، وتعمل لتجعل المجتمع الإسلاميّ قویمًا.